نجح فريق شباب قسنطينة في كسر الحاجز النفسي الذي لازم التشكيلة مند بداية البطولة، حيث دك شباك ضيفه فريق اتحاد بلعباس بثلاثية كاملة في مباراة متقدمة من الجولة الخامسة، التي جرت عشية أول أمس (الإثنين) على أرضية ملعب الشهيد حملاوي وأمام حوالي 25 ألف مناصر، رد الاعتبار بعد الهزيمة الأخيرة في بجاية أمام المولودية المحلية. وكان اللقاء متوازنا بين الفريقين مند انطلاق المباراة التي أدارها الحكم بوكواسة، حيث دخل الضيوف بدون عقدة نقص، ولعبوا الند للند أمام أصحاب الأرض، بل كانوا في العديد من الأحيان أقرب إلى التسجيل، وفوّت بن عياد فرصتين سانحتين عن فريقه عندما اصطدمت كرته الأولى في النصف ساعة الأولى بالقائم الأيمن للحارس رحماني، ثم كرته الثانية التي استقرت بين أحضان حارس الشباب، ورد عليه بلعمري في الدقيقة 42 بعد عمل جماعي وتبادل كرة مع بلخير، ليفتتح باب التسجيل بقذفة قوية. وبينما كان الفريق الضيف يأمل في الرجوع في الشوط الثاني عزز أصحاب الأرض حظوظهم في الفوز؛ من خلال تسجيل الهدف الثاني عن طريق عبيد في الدقيقة 58، والذي استفاد من توزيعة جاءت من الجهة اليمنى في شكل كرة على طبق من ذهب، فوجد نفسه أمام شباك شاغرة قبل أن يختم مسجل الهدف الأول بلعمري، أهداف الشباب بتسجيل الهدف الثالث على إثر هجمة معاكسة ومراوغته المدافع، ثم بتسديدة قوية من خارج 18 أسكن الكرة في الزاوية البعيدة للحارس خضايرية، الذي لم يستطع فعل أي شيء، لينتهي اللقاء بفوز أصحاب الأرض وفرح الأنصار. وأكد عبد القادر عمراني مدرب شباب قسنطينة بعد المباراة، أن المقابلة لم تكن سهلة لفريقه، خاصة في بدايتها بالنظر إلى الحالة المعنوية التي عرفها اللاعبون خلال الأسبوع الفارط بعد هزيمة بجاية، وكان كل التخوف من بقاء اللاعبين في تلك الحالة النفسية، حسب المدرب، الذي يرى أن لاعبيه استطاعوا تجاوز المرحلة الصعبة. وحسب عمراني فإن فريقه ظهر بوجهين في المباراة؛ شوط أول لم يحسن فيه الاحتفاظ بالكرة وواجه صعوبات دفاعية وضغطا كبيرا خاصة في العشرين دقيقة الأخيرة، وكاد أن يتلقى فيه هدفين بعدما صنع الفريق المنافس عددا من الفرص، مضيفا أن اتحاد بلعباس لو فتح باب التسجيل لوضع الشباب في مأزق ولأدخل اللاعبين في حالة شك. وقال إن الحظ ابتسم في الأخير للمحليين الذين تمكنوا من هز شباك الزوار في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى، مضيفا أن الشوط الثاني عرف تحسنا في الأداء لأشباله، الذين تمكنوا من الاحتفاظ أكثر بالكرة وإضافة هدف ثان وثالث. وثمّن عمراني السرعة التي جاءت بها أهداف الشباب من خلال الهجمات المعاكسة، معتبرا أن هذه النقطة الإيجابية تُحسب للفريق. كما عبّر عن رضاه بالمردود الذي قدمه الهجوم خاصة مع استفاقة هداف الموسم الفارط عبيد، الذي استعاد حسه التهديفي، وسجل أول هدف له مع الشباب خلال هذا الموسم. وقال إنه يأمل أن تكون هذه هي الانطلاقة الحقيقية لشباب قسنطينة بعد بداية متذبذبة قبل التنقل إلى عين مليلة في الجولة المقبلة، وهي المقابلة التي وصفها بالمحلية الصعبة. من جهته، اعتبر معز بوعكاز مدرب اتحاد بلعباس، أن النتيجة لم تعكس أداء لاعبيه. وقال إن زملاء زواري أدوا مقابلة مقبولة رغم القوة البدنية التي ظهر بها الفريق المنافس، مضيفا أن فريقه كان قادرا على قتل المباراة في الشوط الأول لو تمكن المهاجم بن عياد من تسجيل الفرصتين السانحتين المتاحتين، وقال إن فريقه افتقد الفعالية أمام المرمى. وأكد المدرب التونسي أنه قدّم تعليمات لأشباله من أجل تنظيم الصفوف والحفاظ أكثر على الكرة بغية الوصول إلى مرمى المنافس، إلا أن الهدف الثاني الذي تلقّاه فريقه بسبب التراخي المسجل في الدفاع وعدم الرجوع بسرعة من طرف الظهيرين في الهجمات المعاكسة، أخلط عليه الحسابات. وقال إنه قام بالتغييرات اللازمة ولكنها لم تأت بأكلها، ليصرح بأنه سيعمل مستقبلا على معالجة الأخطاء الدفاعية وتعزيز الخط الدفاعي الذي بات يتلقى أهدافا كثيرا، مضيفا أن الفريق الذي لا يسجل من المفروض أن لا يتلقى أهدافا، وعلى اللاعبين التركيز أكثر في باقي المشوار.