تعد بلدية بير الفضة، الواقعة بنحو 160 كلم، جنوب غرب المسيلة، من بين البلديات الأكثر فقرا على المستوى الولائي، ويتقاسم سكانها هما مشتركا عنوانه المعاناة ولاشيء غير المعاناة، في ظل العديد من النقائص، كالتهيئة الحضرية والماء الصالح للشرب، إضافة إلى البطالة الخانقة لشباب المنطقة الذي يعاني نقصا في المرافق الشبانية والترفيهية.. مما رسم لوحة عنوانها "بير الفضة تستغيث". تبدأ معاناة سكان بير الفضة من خلال النقص المسجل في القطاع الصحي، وحسب العديد ممن تحدثوا ل«المساء"، فالقاعة الطبية متعددة الخدمات المتواجدة على مستوى تراب البلدية، تبقى تفتقد للمناوبة الطبية على مدار الأسبوع، الأمر الذي يحتم على السكان نقل مرضاهم إلى عيادات المدن المجاورة، كعين الملح أو بوسعادة، رغم افتقار المنطقة لوسائل النقل، حيث يجد الأهالي أنفسهم مضطرين للاستنجاد بسيارات "الكلونديستان" بأسعار خيالية، وهو ما زاد من معاناتهم، في ظل وجود حشرات سامة، كالعقارب التي تعد أرض بير الفضة مرتعا لها. أحياء تفتقر إلى التهيئة الحضرية تفتقر العديد من أحياء بلدية بير الفضة للتهيئة الحضرية، وتتحول شوارعها إلى ما يشبه البرك المائية، كلما تساقطت زخات مطر، ناهيك عن الأوحال، فيما تتحول إلى غبار وأتربة صيفا، حيث يناشد السكان السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل لانتشالهم من حياة الغبن ودائرة العزلة. من جهة أخرى، طرح المواطنون مشكل السكن، حيث تبقى الحصة الممنوحة من طرف الجهات الوصية ضئيلة جدا، مقارنة بعدد الطلبات المتزايدة من عام لآخر، إذ يأمل الكثير في رفع حصة البلدية، خاصة أن معظم قاطنيها يعتمدون على الفلاحة وتربية المواشي، خاصة في نمط السكن الريفي الذي من شأنه أن يساهم في الحد من ظاهرة الهجرة إلى البلديات المجاورة. أزمة ماء عمرت طويلا من جهة أخرى، ناشد المواطنون السلطات الولائية، وعلى رأسها السيد الوالي، بضرورة النظر في معاناتهم التي عمرت لسنوات طويلة، ببرمجة مشاريع آبار ارتوازية، الأمر الذي أجبر العديد من العائلات على الاستنجاد بالصهاريج التي تبقى غير صحية، كونها مجهولة المصدر، خاصة أن المواطن بات يخشى هذه المياه بعد ظهور حالات كوليرا في بعض الولايات، كما اعتمد آخرون الطرق التقليدية في جلبه، حيث تتفاقم مشكلتهم مع الماء خلال كل مطلع صيف، بالنظر إلى مذاقه غير العادي. شباب لا مفر له سوى المقاهي ناشد شباب بلدية بير الفضة بضرورة النظر في جملة الانشغالات التيباتت تؤرق يومياتهم، خاصة أن الوالي أكد منذ تنصيبه على رأس الهيئة التنفيذية، في أكثر من مناسبة، على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب، حيث عبر الكثير منهم عن معاناتهم في غياب هياكل ترفيهية تنتشلهم من حياة الروتين الذي بات معظمهم عرضة لها، ولم يجدوا بديلا لغيابها سوى المقاهي. كما استغل آخرون فرصة طرح المزيد من الانشغالات التي تهمهم، كالبطالة، في ظل انعدام مناصب عمل بسبب عدم وجود مشاريع استثمارية، من شأنها أن توفر مناصب شغل دائمة، باستثناء العمل الفلاحي أو الرعوي الموسمي، الشيء الذي جعل نسبة البطالة ترتفع في هذه البلدية. رغم ذلك، يبقى مواطنو البلدية ينتظرون التفاتة تنموية جادة من قبل السلطات المحلية، قصد التكفل بانشغالاتهم التي عمرت حسبهم سنوات طويلة.