تم بنادي الإذاعة «عيسى مسعودي»، أمس، الإطلاق الرسمي لجائزة «المنارة الشعرية في وصف جامع الجزائر»، حيث فتح باب الترشيح أمام الشعراء الجزائريين المتسابقين إلى غاية 30 أكتوبر 2018. وتركز المسابقة على وصف هذا الصرح المتفرد، الذي تترقب الأمة الإسلامية إشعاعه لبعث نور الاعتدال والوسطية ومد جسور الحوار والتعايش في أمن وسلام. وستُنقش القصيدة الفائزة بماء الذهب على صحن المسجد الأعظم. في كلمته الترحيبية أشار مدير القناة الإذاعية الأولى السيد محمد زبدة، إلى أن الجائزة الموضوعة تحت رعاية رئيس الجمهورية وبمشاركة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مفتوحة لكل الشعراء الجزائريين بدون استثناء، على أن تكون المشاركة بقصيدة واحدة بالعربية الفصحى، ولم يسبق أن تم نشرها، يتراوح حجمها ما بين 30 و40 بيتا عموديا، أو بين خمسين وستين سطرا في القصيدة النثرية. وتودع النصوص المشاركة مرفقة بوثائق إثبات الهوية والسيرة الذاتية، بمكتب التنظيم العام بالطابق الثامن لمقر الإذاعة الوطنية في نسخة ورقية مطبوعة بنظام «ويندوز» وأخرى إلكترونية على «سي دي» في ظرف مغلق، على أن يمنَح للقصيدة الفائزة الأولى جائزة مالية قدرها 1 مليون دج، كما تمنح جائزتان تشجيعيتان قيمة كل واحدة 500 ألف دج. وأكّد السيد زبدة أنّ الإذاعة الوطنية تفاعلت عبر تاريخها مع كلّ المشاريع التي خاضتها الجزائر أثناء مرحلة التشييد، وها هي اليوم حسبه تلتفت للشعر والكلمة الطيبة والموزونة من خلال هذه المسابقة؛ قصد التفاعل مع هذا المشروع الحضاري والثقافي والديني الجامع، المتمثل في المسجد الأعظم، علما أنّ المسابقة لا تقف فقط عند الوصف الحسي لهذا الصرح، بل تستعرض دوره الروحي والحضاري، وربطه بالهوية الجزائرية وبالمرجعية الوطنية، المبنية على الوسطية وعلى السنة والجماعة، مع استعراض موقع الجامع المطل على المتوسط، ومن ثمة إبراز رسالة السلم والتعايش مع الآخر ومدّ جسور المحبة رغم اختلاف العقائد. حضرت هذه الندوة الصحفية لجنة تحكيم الجائزة يترأسها الشاعر والأستاذ بجامعة باتنة عبد الله عشي، وأعضاؤها هم شعراء ودكاترة مدرسون بالجامعة ونقاد ومؤلفون، وهم الشاعرة خيرة حمر العين من جامعة وهران، والناقد عبد الحميد هيمة أستاذ بجامعة ورقلة، وكذا الشاعر لخضر فلوس الحائز على عدة جوائز عربية، والشاعر الدكتور ياسين بن عبيد من جامعة سطيف. في هذا الصدد، أكّد الدكتور عشي أنّ عمل اللجنة سيكون علميا مبنيا على قواعد الشعر العربي، فيما استعرض الأستاذ هيمة قانون المسابقة. وبالمناسبة أشار بعض الحضور في تدخلاتهم ل «المساء»، إلى أنّهم يأملون خيرا في هذا المسعى منهم السيد سامي بن شيخ، الذي أكّد أنّ الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أصبح رفيقا لكل هذه الفعاليات. كما تمنى الشاعر فلوس أن تكون الأعمال غزيرة وفي مستوى الجائزة. أما الأستاذة حمر العين فقالت إنّ المسجد الأعظم جزء من تاريخ الجزائر المعاصر ومن معالمها الشاهدة، معتبرة أن الشعر أوفر حظا من الفلسفة والتاريخ في جانب الوصف؛ كونه يلمّ بجميع النواحي.