أجرى وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل على هامش مشاركته في أشغال الجمعية العامة الأممية المنعقدة بمدينة نيويوركالأمريكية في دورتها ال73، محادثات مع بعض نظرائه من دول مختلفة ومع المبعوثين الأمميين إلى مالي والصحراء الغربية، تناولت العلاقات الثنائية بين الجزائر وهذه البلدان والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتطرق وزير الخارجية خلال لقاء جمعه أول أمس، بنيويورك مع نظيره السويسري إينياتسيو كاسيس إلى واقع العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها. وأوضح بيان لوزارة الخارجية أن الوزيرين أشادا بنوعية العلاقات التي تجمع البلدين وكذا الديناميكية التي تعرفها هذه العلاقات خاصة من ناحية التشاور السياسي، حيث جدّدا التزام بلديهما بمواصلة جهودهما من أجل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي. وكانت المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في صلب المحادثات، إضافة إلى المسائل المرتبطة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة. كما التقى مساهل بنظيره الكسمبورغي جون أسيلبورن في لقاء سمح بالتطرق إلى العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها وشكل فرصة لإعراب الجانبين عن الاهتمام الذي يوليانه لتعزيز التشاور السياسي وتنمية المبادلات الاقتصادية الثنائية. كما تطرق إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك المتعلقة أساسا "بالأوضاع في المنطقة خاصة في مالي والساحل وليبيا والمسائل المرتبطة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وكذا الهجرة غير الشرعية". ومن نيويورك، جدّد مساهل ونظيره من سيراليون علي كابا الالتزام بتعزيز التعاون الثنائي والتزامهما بمواصلة الجهود من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتشاور السياسي بين البلدين. كما اتفق الوزيران خلال لقائهما على هامش أشغال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة على إعادة بعث آلية اللجنة المختلطة من أجل إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي. وبينما أعربا عن ارتياحهما لنوعية العلاقات التي تجمع البلدين، شكل اللقاء فرصة أيضا للتطرق إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية واتفقا على مواصلة التشاور حول مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي. وتعتبر الجزائر عضوا في لجنة رؤساء الدول والحكومات العشر للاتحاد الإفريقي المكلفة بملف إصلاح مجلس الأمن الذي تتكفل جمهورية سيراليون بالتنسيق بخصوصه. إضافة إلى لقائه مع نظرائه من هذه الدول، أجرى أيضا عبد القادر مساهل محادثات مع هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية. وأوضح بيان الخارجية أن كوهلر أطلع خلال هذا اللقاء وزير الخارجية على جهوده ومختلف نشاطاته لتسهيل استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب. وأشار مساهل إلى التزام الجزائر من أجل حل سياسي وعادل ودائم ومقبول من الطرفين من أجل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، مؤكدا أن هذا الحل لا يستطيع أن يكون سوى ثمرة مفاوضات مباشرة بدون شروط وبنية صافية بين طرفي النزاع الصحراوي. ليجدد في السياق دعم الجزائر لمجهودات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي. وكان لوزير الخارجية لقاء آخر مع محمد صلاح اناديف، قائد بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي "ميونسما"، تطرق خلاله الطرفان إلى الوضع في مالي خاصة التطورات الأخيرة لمسار السلام وتنفيذ الاتفاق من أجل السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر. وأوضح بيان الخارجية أن المسؤول الأممي أشاد بالتزام الجزائر المتواصل من أجل السلام والاستقرار في مالي وبمرافقة الأطراف المالية على طريق الحوار والمصالحة لتسريع مسار السلام في هذا البلد. من جهته، أعرب مساهل عن ارتياحه للمجهودات المشجعة في مالي، مجددا أهمية مواصلة الأطراف المالية تطبيق اتفاق السلم والمصالحة. كما جدد دعم الجزائر لجهود الأممالمتحدة ووقوفها إلى جانب الأطراف المالية في إطار رئاستها للجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلام.