لا يكاد يمر يوم دون أن يثير المحترف في نادي أولمبيك مرسيليا كريم زياني ثاني ترتيب البطولة الفرنسية الانتباه إليه، بفضل تألقه المستمر والمتواصل وأدائه الرائع، إذ بات حاملا للواء التألق الجزائري بلا منازع في أوروبا، حيث ينشط أكثر من ثمانين لاعبا جزائريا أومن أصول جزائرية، غير أن عددا محدودا جدا منهم استطاع أن يصنع إسما له. وعلى عكس الموسم الماضي، الذي كان مخيبا مع ناديه الجديد قادما إليه من نادي سوشو مقابل 9 ملايين أورو، في واحدة من أكبر صفقات الأولمبيك خلال المواسم الأخيرة، فإن الموسم الحالي يمثل انطلاقة حقيقية لصانع ألعاب "الخضر". زياني (26 سنة)، بات رقما مهما في معادلة المدرب غيرانس، حيث لعب لحد الآن 1074 دقيقة، سجل خلالها ثلاثة أهداف، ليصبح بذلك اللاعب رقم واحد لدى أنصار وعشاق ذوي الزي الأزرق والأبيض، بدليل اختيارهم له أفضل لاعب في النادي لشهر نوفمبر الماضي، في استفتاء نشره الفريق في موقعه الرسمي على شبكة الانترنت، واختارته الجماهير أيضا أحسن عنصر في مباراة ليون مرسيليا في قمة الجولة ال 18 من البطولة الفرنسية التي انتهت بالتعادل السلبي. أما مجلة "فرانس فوتبول" فوصفته في عددها ليوم الأربعاء الماضي، بأنه بات رقما مهما في أسلوب لعب أولمبيك مرسيليا، مضيفة أن اللاعب استعاد ثقته في نفسه وبات محبوبا لدى المشجعين الذين لا يترددون في التصفيق له عند خروجه من الميدان. وتعليقا على تألقه المتواصل، قال صانع ألعاب "الخصر": "كل شيء يسير على أحسن ما يرام، فالمدرب غيرتس كشف أن بإمكانه الاعتماد علي، ولكن أعتقد أن الفضل يعود أيضا الى خوزي انيغو، الذي ساندني كثيرا وكان له الفضل مشكورا في بقائي واستمراري مع مرسيليا لموسم آخر، وأعتقد أنني لن أندم على اختياري لمرسيليا". وفي حديثه عن مستقبله مع نادي عاصمة الجنوب الفرنسي، يضيف كريم: "لا تزال أمامي سنتان ونصف السنة وفقا للعقد الذي يربطني بالنادي، وفي الحقيقة لا أرى سببا وجيها في مغادرته بعد الوجه الطيب، الذي أظهرته والأجواء المريحة التي نعيشها هنا. كل شيء على ما يرام". طموحات زياني لا تتوقف عند شخصه فحسب، بل إنه يراه ضمن طموحات النادي، مبديا قناعته بأن فريقه يلعب من أجل اللقب ووضع حد لسيطرة أولمبيك ليون التي دخلت موسمها السابع، ويتابع موضحا: "هدفنا الرئيسي يبقى لعب ورقة البطولة. لقد حققنا انطلاقة جيدة خلافا للموسم الماضي، ونحن اليوم على بعد ثلاث نقاط فقط من الرائد، وأمامنا فترة التحويلات الشتوية لتغطية العجز ببعض المناصب، وبإمكاننا إحداث الفارق في مباريات مرحلة الإياب". والى جانب بروزه مع ناديه، يبقى كريم زياني أحد الأوراق الرابحة بالنسبة للمدرب الوطني رابح سعدان الذي يراهن عليه في المشوار المؤدي الى نهائيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2010. ويقر زياني بفضل الجزائر عليه، حيث قال في تصريح ليومية "ليكيب" الرياضية: "لا أشعر بأي خوف عندما ألعب أمام جماهير مرسيليا، لأنني ببساطة لعبت وسألعب أمام أكثر من سبعين ألف مناصر للخضر في بلدي التي أعتز بالانتماء إليها والدفاع على ألوانها". ورغم تلقيه لعدد من العروض المغرية من أندية أوروبية عريقة، إلا أن كريم حسم الموقف عندما أكد تمسكه بالبقاء في مرسيليا، حيث يقضي أحلى أيامه على حد تعبيره.