لم تنفع المبالغ المالية الطائلة الموجّهة لترميم العمارات بمختلف بلديات العاصمة، في الحيلولة دون تعرّض أغلبها لانهيارات كلية أو جزئية، على غرار بنايات حسين داي التي انهارت أغلب شرفاتها، ما أدى إلى زهق أرواح بريئة، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين، الذين طالبوا بحل نهائي يحميهم من خطر الموت، خصوصا مع تهاطل الأمطار الغزيرة. شهدت بلدية حسين داي حالات انهيار خطيرة لشرفات عماراتها مع تهاطل الأمطار الخريفية الأخيرة، مما أثار خوف السكان، حسبما أكّد عدد من المواطنين ل «المساء»، حيث عرفت البلدية سقوط جزء من شرفة قبل حوالي ثلاثة أشهر بشارع «طرابلس» أودى بحياة كهل، فيما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا في الحادثة. ونفس المشهد تكرر في نفس المكان بعد ثلاثة أشهر، حيث تعرّض شخص لجروح على مستوى الحوض والكتف بعد انهيار شرفة بيته. وأثار تواصل سيناريو الانهيارات الجزئية للعمارات القديمة، غضب السكان، الذين تحرّك البعض منهم لمنع مرور الترامواي من الشارع، مؤكّدين أنّ مرور خطّ التراموي زاد من تدهور البنايات بفعل الاهتزازات التي يحدثها أثناء السير. وحمّل السكان المسؤولية كاملة السلطات المحلية التي لم تعرهم انتباها، مؤكّدين أنّ بلدية حسين داي لم تشهد تقدما ملحوظا رغم وعود الأميار السابقين، كاشفين عن وجود بنايات هشة لم تلتفت إليها السلطات حتى باتت تشكل خطرا يحدق يوميا بالمشاة في شوارعها وحتى سكانها، فسلالم بعض العمارات، حسبهم، مهددة بالسقوط في أي لحظة، في وقت تهدد شرفات المنازل المارين تحتها، بدون الحديث، حسب تأكيد السكان، عن الجدران المهترئة لسكنات لم يرحّل القاطنون منها، «ولم تقم السلطات بترميمها، أو تصنيفها في قائمة العمارات المهددة بالسقوط».