جدد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر السيد جون ديروشر أول أمس، إرادة البلدين العميقة لتعزيز التعاون الاقتصادي في شتى القطاعات، مشيرا في رده على سؤال "المساء" إلى أن الجانبين أجريا محادثات ثرية بخصوص الطلب الذي تقدمت به الجزائر، والقاضي بسحبها من قائمة المراقبة ذات الأولوية التي أعدها المكتب الأمريكي للتجارة الخارجية، في الوقت الذي أكد بأن حقوق الملكية الفكرية وحماية البيانات تشكل ذات أولوية لبلاده نظرا لأهميتها في إقامة علاقة تجارية سليمة. وقال الدبلوماسي الأمريكي في ندوة صحافية عقدها بمقر السفارة خصصت لتقييم الدورة السادسة للمفاوضات الثنائية حول الاتفاق الإطار الخاص بالتجارة والاستثمار (تيفا)، التي جرت الأسبوع الماضي بواشنطن، إن مسألة حقوق الملكية الفكرية تحظى بالأولوية في السياسة الاقتصادية لبلاده، باعتبارها عنصرا أساسيا في تطوير اقتصاديات العالم. واستطرد في هذا الصدد "حرصت خلال محادثاتي مع نظرائي الجزائريين في واشنطن على إبراز قيمة الملكية الفكرية وأهميتها لبناء اقتصاد عصري وأنا متفائل بالنسبة لمستقبل هذه المسألة". وكان الطرف الجزائري قد اغتنم فرصة اجتماع "تيفا" للدعوة إلى سحب الجزائر من قائمة المراقبة ذات الأولوية التي أعدها المكتب الأمريكي، باعتبار أن هذا التصنيف الوارد في التقرير "صباشل 301" حول البلدان التي لا تحمي جيدا حقوق الملكية الفكرية "لا يعكس الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية في هذا المجال"، حيث دعا الأمين العام لوزارة التجارة شريف عوماري نظرائه الأمريكيين لتقدير الجهود المبذولة من طرف الجزائر لتفادي تسجيلها مجددا في هذه القائمة.من جهة أخرى، أوضح السفير الأمريكي بأنه لمس اهتماما من قبل المؤسسات الأمريكية للاستثمار في الجزائر في شتى القطاعات، مشيرا إلى برمجة زيارات لوفود اقتصادية أمريكية إلى بلادنا خلال الشهرين القادمين، غير أنه حرص على نقل بعض انشغالات هذه الشركات بخصوص الإجراءات الجديدة المتخذة في مجال الاستيراد في سياق التدابير المتخذة من قبل الحكومة، عقب الأزمة التي أفرزها انخفاض أسعار النفط.وأشار ديروشر إلى أن المؤسسات الأمريكية تتطلع إلى المزيد من الليونة في مجال المعاملات الاقتصادية والتدابير التنظيمية، مضيفا أن ذلك من شأنه مساعدة الشركات الجديدة لاكتشاف السوق الجزائرية لاسيما وأن أغلبيتها مهتمة بذلك، قائلا في هذا الصدد "أنا مقتنع بأن زيادة التجارة والاستثمار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية سيسهم في الهدف المعلن للحكومة الجزائرية بتنويع اقتصادها وتعزيزه". وأضاف السفير أنه تم خلال الدورة السادسة للمفاوضات الثنائية استعراض مختلف الانشغالات التي تعترض التعاون الثنائي، فضلا عن الفرص المتاحة، مؤكدا أن الجانب الجزائري أبدى استعداده لتعزيز هذا التعاون من خلال عقد الشراكة في مجالات السياحة والصناعة التقليدية، لاسيما وأن الطرف الأمريكي أبدى استعداده لتفعيل النظام الأمريكي للتفضيل المعمم بخصوص المنتوجات التقليدية الجزائرية. وبخصوص القاعدة 49/51، أوضح المسؤول الأمريكي أن التجاوب معها يتوقف على إستراتيجية كل شركة، فإذا كانت هناك شركات قد نجحت في الاستثمار وفق هذه القاعدة، فإن أخرى ترى بأنها لا تخدمها، مؤكدا أن دور السفارة يكمن في تقديم التوجيهات والنصائح للشركات التي تبدي اهتمامها للاستثمار في الجزائر. وفيما يتعلق بالاهتمام الأمريكي بصناعة السيارات، أكد السفير الأمريكي بأنه قطاع جذاب جدا بالجزائر وأن كبريات الشركات العاملة في هذا المجال مهتمة بالاستثمار فيه. وكان الأمين العام لوزارة التجارة شريف عوماري قد أكد عقب اجتماع "تيفا"، أن الطرف الأمريكي استفسر عن القوانين والشروط التي تتعلق بإرساء شركاء في هذا المجال، مذكرا برغبة عملاق صناعة السيارات "فورد" بالانتقال إلى الجزائر. على صعيد آخر، ثمن السفير ديروشر الانجازات المحققة خلال العام الماضي بين البلدين، مذكرا في هذا الصدد بالتوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والتوقيع على اتفاق جمركي، علاوة على زيارتي نائب وزير الخارجية وقائد القيادة الأمريكية لإفريقيا للجزائر العاصمة وأول زيارة لغرفة التجارة الأمريكية لبلادنا.بخصوص قضية شراء الأسلحة الروسية وتهديدات واشنطن بفرض عقوبات على الدول التي لا تأبه بالتحذيرات الأمريكية بهذا الخصوص، أوضح الدبلوماسي الأمريكي أن حكومة بلاده منشغلة جدا بالنشاط العسكري الروسي في المدة الأخيرة وهي تعمل على إحجامه، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تجري محادثات مع حكومات الدول بهذا الخصوص من بينها الجزائر.