ووري بعد ظهر أمس، بمقبرة بوزوران، جثمان المجاهد أحمد قادة، أحد القادة العسكريين في الثورة التحريرية، وذلك وبحضور السلطات الولائية والمحلية وجمع من الشخصيات التاريخية والسياسية البارزة، والأسرة الثورية ورفاق السلاح ومواطني ولاية باتنة. وكان الفقيد قد توفي بمستشفى باتنة الجامعي يوم الأحد الماضي، عن عمر يناهز 92 سنة بعد صراع طويل مع المرض ألزمه الفراش، بعدما خضع لعمليتين جراحتين على مستوى الدماغ قبل سنتين . توافد منذ الساعات الأولى غفر من المعزّين ورفقاء الكفاح وأقارب المرحوم بالمكان المخصص لنعش المرحوم لإلقاء النظرة الأخيرة عليه والترحم على روحه.. وتليت كلمة بالمناسبة للأسرة الثورية أبرزت فيها مناقب الراحل الذي سخر حياته فداء للواجب الوطني والجزائر من خلال قيادته العمل السياسي منذ فجر الاستقلال، الفقيد من الرعيل الأول لثورة أول نوفمبر وهو آخر مجموعة ال16، الذين وصفهم الاستعمار الفرنسي بالخارجين عن القانون «لصوص الشرف». المرحوم من مواليد 1927 بدوار زلاطو بأريس، ترعرع وسط عائلة جزائرية فقيرة أصيلة ومحافظة أبوه محمد الصالح وأمه يامنة، حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتعدى 13 سنة، سجن لمدة 15 يوما من قبل السلطات العسكرية الفرنسية وعمره 14 سنة، ليتمكن من الفرار والالتحاق بالثورة بمجموعة ال16 الذين وصفهم الاستعمار الفرنسي بالخارجين عن القانون «لصوص الشرف». سنة 1946 شارك في اجتماع قرين التاريخي وكلّف من قبل الشهيد مصطفى بن بولعيد، بقيادة المجموعة المكلّفة بالهجوم على محطة القطار ببسكرة والإعلان عن ثورة أول نوفمبر، ووواصل مسيرته النضالية بقيادة الهجومات على الجيش الاستعماري بين جبال بسكرةوباتنة وخنشلة إلى غاية الاستقلال. كان الفقيد من الأوائل الذين استجابوا لنداء الواجب وقام بتحضير وتفجير ثورة نوفمبر الخالدة وأدانته السلطات الاستعمارية وصدر في حقه حكم الإعدام وهو لم يبلغ سن الرشد، كما تم تكليفه بتنظيم الثورة في الجهة الغربية، وكان من الأوائل الذين سجلوا حضورهم في اجتماع لقرين مع الشهيد مصطفى بن بولعيد في منزل عبد الله بن مسعودة. كما كان الفقيد بمنطقة بسكرة رفقة مجموعة من 40 عنصرا الذين شاركوا في إطلاق أول رصاصة منهم محمد الشريف عبد السلام، الطيب ملكمي، عبيد الله محمد، مباركية الصادق، أونيسي مسعود، إلى جانب عمليات سبقت التحضير للثورة طالت عددا من الأهداف الحيوية. ويعد المرحوم من أبرز مؤسسي التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، وداعمي العهدة الثانية حيث كلّف بإدارة الحملة الانتخابية وقتها. كما تقلّد المرحوم عدة مسؤوليات بعد الاستقلال وهو عضو نشط في الحركة الجمعية، وكان آخر نشاط له بالأمانة الولائية لاتحاد التجار بباتنة.