سمح صالون السياحة والأسفار في طبعته الأخيرة بإجراء 170 اتصالا بين متعاملين سياحيين، أسفرت عن تسجيل 130 رغبة في توقيع اتفاقيات بينية، تهدف إلى بعث السياحة الداخلية واستقطاب السياح الأجانب نحو المقصد السياحي الجزائري. وأبرز الصالون أهمية السياحة الصحراوية التي يمكنها أن تكون القاطرة لهذا القطاع. وحسبما أوضح محافظ الطبعة التاسعة لصالون السياحة والأسفار رشيد شلوفي أول أمس، فإن الصالون شهد كذلك توقيع عدة اتفاقيات بين مجمع فندقة وسياحة وحمامات معدنية لعدة اتفاقيات، منها واحدة مع المديرية العامة للسياحة لوزارة السياحة النيجيرية، تتضمن إنشاء مسلك سياحي مشترك، تُدرج ضمنه مرافق الإيواء التابعة للمجمع. كما وقّع اتفاقية مع إحدى الجمعيات لتشجيع سياحة الأطفال والسياحة العائلية، واتفاقية أخرى لإدراج منتجات الصناعة التقليدية في مختلف المرافق الفندقية. وتم توقيع أكثر من 50 عقد تأمين بين شركة كرامة للتأمين ومتعاملين سياحيين في مجال السياحة والأسفار والفندقة. وأكد محافظ الصالون أن السياحة الصحراوية تُعد "القاطرة الحقيقية للإقلاع بقطاع السياحة في الجزائر''. وفي ندوة صحفية نشطها لتقييم الصالون الذي نظم من 17 إلى 20 أكتوبر بقصر المعارض، قال إن النهوض بالسياحة في الجزائر يستدعي "ترقية وتدعيم السياحة الصحراوية؛ باعتبار هذا المنتوج القاطرة الحقيقية للإقلاع بالسياحة في الجزائر؛ من خلال استقطاب أكبر عدد من السياح من داخل أو خارج الوطن". الصالون الذي استقطب أكثر من 65 ألف زائر، تميز - كما ذكّر به - بتقديم عروض وتخفيضات تحفيزية، لاسيما في مجال النقل في إطار الاتفاقيات المبرمة مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية وطاسيلي للطيران، تقضي بتخفيض تسعيرة تذاكر السفر بنسبة تصل إلى حوالي 60 بالمائة لفائدة رحلات سياحية جماعية نحو الجنوب. من جهة أخرى، ذكر أنه تم تخصيص فضاءين في الصالون لاستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مجال الترويج لترقية الوجهة السياحية الجزائرية، معتبرا أن هذه الطبعة كانت "ناجحة من حيث المشاركة والاتفاقيات المبرمة، ومن حيث التغطية الإعلامية المميزة، وبمرافقة 19 متعاملا اقتصاديا من مختلف القطاعات، لهذه التظاهرة". يُذكر أن الصالون نُظم هذه السنة على غير العادة، ما بعد العطلة الصيفية، وهو ما جعل البعض يتأسف لذلك، إذ أصبح مع مرور السنوات، فرصة للكثير من المواطنين لبرمجة عطلتهم الصيفية، مستغلين العروض الترويجية التي تقدمها وكالات السياحة والتي تخص وجهات مختلفة، منها الكلاسيكية التي يحبذها الجزائريون كتونس وتركيا، ومنها أخرى جديدة تُعرض على الزوار لاستكشاف آفاق جديدة. لكن يبدو أن المنظمين راهنوا أكثر هذه السنة، على تشجيع السياحة الداخلية، عبر ما توفره السياحة الصحراوية من قدرات هامة، لاسيما في هذه الفترة من السنة، حيث تجلى ذلك في العروض الهامة التي قُدمت، والتخفيض في تذاكر الطيران. للتذكير، وقّعت وزارتا الاتصال والسياحة والصناعة التقليدية بمناسبة انعقاد الصالون، اتفاقية إطار من أجل تشجيع الترويج للوجهة الجزائرية، حيث ستسمح باستخدام وسائل الإعلام الوطنية والتكنولوجيات الحديثة لتحقيق هذا المسعى.