كشفت الدكتورة نادية بوكريش، رئيسة مصلحة العمل الصحي والمنتجات الصيدلانية بوزارة الصحة أمس، أن الجزائر أحصت منذ بداية السنة الجارية 5500 حالة جديدة للإصابة بداء السكري بنوعيه، مشيرة إلى أن النساء هن الأكثر إصابة مقارنة بالرجال. وأوضحت المتحدثة في تدخلها بمنتدى "المجاهد" المنظم من قبل الجمعية الوطنية لمرضى السكري في إطار إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء السكري، الموافق ل14 نوفمبر، تحت شعار "كن أقوى من مرض السكري" أنه من ضمن الحالات المسجلة من مطلع السنة الجارية، هناك 4677 حالة تمثل النوع الثاني من الداء. من جانبه، قال الدكتور عبد الحفيظ حبيطوش الطبيب المختص في علاج داء السكري، إن المنظمة العالمية للصحة تحصي 425 مليون مصاب بداء السكري عبر العالم، متوقعة ارتفاع العدد مع مطلع سنة 2030 إلى 522 مليون مصاب بالداء، وذلك بغض النظر عن نحو 212 مليون مصاب بالسكري غير مشخصين، منهم أكثر من مليون مصاب من النوع الأول، الذي يمس بشكل خاص الأطفال والمراهقين. إلى جانب ذلك، سجلت المنظمة العالمية للصحة في آخر تقرير لها حسب الدكتور حبيطوش 4 ملايين وفاة بسبب داء السكري، كما أظهرت الإحصائيات بأن 3 أشخاص من أصل 4 مصابين أصلهم من دول ذات الدخل المنخفض، ما يعتبره الدكتور نتيجة لعجز بعض المصابين عن الوصول إلى الوسائل اللازمة لمراقبة المرض والتكفل به بشكل أفضل. وثمّن المتحدث اختيار المنظمة العالمية هذه السنة لشعار "السكري والعائلة"، مقدرا بأن العديد من الأسر الجزائرية تجهل تماما طريقة التعامل مع مرض السكري، لاسيما عند إصابة أطفالهم بالداء. وشدد الدكتور حبيطوش في هذا السياق على ضرورة أن يركز المختصون على ترسيخ هذه الثقافة في حملاتهم التحسيسية والتوعوية. من جهة أخرى، دعا رئيس جمعية مرضى السكري، فيصل أوحدة، إلى رفع الدعم عن مادة السكر، التي لم يتوان في وصفها ب«السامة وغير المفيدة"، مقابل دعم منتجات أخرى صحية، مشيرا إلى أن الجزائري أصبح اليوم يستهلك مادة السكر بشكل مفرط وجد خطير، الأمر الذي ينذر بارتفاع عدد المصابين بالداء مستقبلا، في ظل غياب ثقافة استهلاكية صحية. وحذر أوحدة بالمناسبة من حالة بعض شرائط وأجهزة قياس السكري غير المطابقة حسبه للمعايير الدولية المعمول بها، مؤكدا أن البعض منها تعطي نتائج غير دقيقة، "الأمر الذي يغلط المريض ويمكنه من الإساءة إلى صحته بأخذ الأنسولين بمقادير زائدة أو العكس". كما عرض المتحدث مجموعة من المشاكل التي يعاني منها مرضى السكري، في غياب الوسائل التي تسهل عليه التعامل مع مرضه، حيث ذكر كمثال عن ذلك غياب أجهزة قياس نسبة السكري في الدم على مستوى الاستعجالات في المستشفيات، إلى جانب غياب التكفل بالمصاب بالقدم السكري التي يتطلب علاجه البقاء في المستشفى لفترة تتعدى شهرا كاملا، مجددا دعوته إلى ضرورة فتح مصلحة مختصة في التكفل بالقدم السكري لضمان علاج ذي نوعية.