أوضحت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أمس، أن حزبها لم يناقش بعد مسألة مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرة هذا الأمر «لا يمثل حاليا أولوية بالنسبة للحزب»، مقارنة بما وصفته ب»الضبابية» التي تميز المشهد الداخلي وتحمل تخوفات بسبب وجود «إشاعات جنونية» حول «سيناريوهات مفجعة»، على حد تعبيرها وجددت السيدة حنون، خلال ندوة صحفية عقدتها بمقر الحزب بالعاصمة، مخاوفها من وضع اعتبرت أنه يتّسم ب»عدم المقروئية على المدى القريب»، بالرغم من أن الرئاسيات ستنظم بعد خمسة أشهر فقط. وفي قراءتها للمشهد السياسي عادت حنون، للإشارة إلى جملة من المعطيات التي تعتبرها «مؤشرات لتداعيات سلبية»، خاصة بالذكر طريقة التعامل مع مختلف الإضرابات والاحتجاجات العمالية، وكذا الاعتقالات الأخيرة التي مست صحفيين وفنانين. ففي الوقت الذي عبّرت فيه عن ارتياح الحزب لإطلاق سراح بعض هؤلاء تساءلت الأمينة العامة للحزب عن «خلفيات التوقيت التي جاءت فيه هذه الاعتقالات وطريقتها». وإذ اعترفت بأن هناك «قرارات قطاعية ايجابية»، سجلت الأمينة العامة لحزب العمال معارضتها لمنح صلاحيات بعض الوزراء إلى الولاة بدافع تطبيق مبدأ اللامركزية، موضحة بأن الأمر لا يتعلق بمسائل إدارية لتسهيل المعاملات اليومية للمواطن، وإنما يتعلق بالجانب الاقتصادي كتوزيع العقار وتسيير المناطق الصناعية وإبرام عقود مع المستثمرين الوطنيين وحتى الأجانب وهو ما يشكل حسبها خطرا على الدولة. وأكدت حنون، أن حزب العمال يؤمن بضرورة «استمرارية السّلم والسيادة وتكامل البلاد والاستقلال الوطني»، وليس ب «استمرارية النظام الحالي»، مضيفة بأن إنقاذ الجزائر يتطلب «إعادة تأسيس سياسي مؤسساتي وطني بواسطة إصلاح دستوري معمق، يفرز مؤسسات شفّافة وديمقراطية عن طريق انتخابات حرة ونزيهة»، وهو ما يدعو إليه حزب العمال عبر حملته لانتخاب مجلس تأسيسي. على الصعيد الجهوي عبّرت السيدة حنون، عن رفض حزبها لزيارة ولي العهد السعودي المرتقبة لبلادنا، متسائلة عن «مغزى البيان الذي نشرته وزارة الخارجية، والمندد بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، من حيث توقيته ومضمونه». كما ذكرت من جانب آخر بأنها لا تتفهم «صمت» الدبلوماسية الجزائرية تجاه عرض ملك المغرب محمد السادس، بفتح حوار مباشر لحل المشاكل بين البلدين، مؤكدة أنه «محكوم على الجانبين العمل معا». وذكرت في هذا الإطار بمقولة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قبل سنوات بأنه «لا الجزائر ولا المغرب يمكنهما الرحيل عن مكانهما»، قبل أن تضيف بأنه «من مصلحة البلدين معالجة المشاكل المطروحة لغلق الباب أمام التدخلات الأجنبية، معربة في نفس الصدد عن قناعتها بأن بناء المغرب العربي «يجب أن يتم على مستوى الشعوب مع خلق كل الأدوات لتقويته».