ذكرت تقارير صحراوية أن الألغام التي زرعها النظام المغربي بالمناطق المحررة من الصحراء الغربية واصلت حصد المزيد من أرواح أبناء الشعب الصحراوي، كان آخرها مقتل مواطن صحراوي وإصابة آخرين في انفجار ألغام الخميس الماضي. وطالبت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام، المجتمع الدولي وبصفة خاصة الأممالمتحدة بالضغط على المغرب للانصياع لاتفاقيتي حظر الألغام والقنابل العنقودية الموقعتين في كل من "أوتاوا" و«أوسلو"، والسماح للمنظمات الدولية المتخصصة للقيام بعمليات مسح في المنطقة العازلة ونزع حقول الألغام فيها لما تشكله من مخاطر على المواطنين ومواشيهم. وأضافت الجمعية الصحراوية أن انفجار ألغام وقع في أماكن من المناطق المحررة من الصحراء الغربية كان آخرها انفجار لغم في منطقة "أم الدكن" لدى مرور سيارة كان يستقلها ثلاثة صحراويين تسبب في وفاة أحدهم وإصابة شقيقه بجروح بليغة، إضافة إلى سائق السيارة". وأشارت الجمعية أن الانفجار وقع عندما كان الأشخاص الثلاثة في طريقهم للتأكد من سماع انفجار قبل ذلك في نفس المنطقة، مؤكدة أنه رغم مرور 27 عاما من وقف إطلاق النار في هذه المنطقة الواقعة تحت مأمورية الأممالمتحدة، ما تزال الألغام تحصد أرواح المدنيين الصحراويين في منطقة تعد الأكثر تلوثا في العالم بالألغام المضادة للأفراد والمحرمة دوليا. كما طالبت الجمعية الصحراوية بإزالة الجدار العسكري المغربي الذي يقسم الأرض والشعب الصحراوي إلى جزئين، كما أن أغلبية الحوادث تتم في المناطق المحاذية له، في نفس الوقت الذي ناشدت فيه المواطنين بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن الملغمة. ويعد الجدار العازل الذي أقامه الاحتلال المغربي وقسم من خلاله العائلات الصحراوية من أخطر الأحزمة في العالم لاحتوائه على ملايين الألغام المزروعة التي تبيد الإنسان والحيوان. يذكر أن المملكة المغربية قامت خلال ثمانينيات القرن الماضي بتشييد هذا الجدار الممتد من شمال الصحراء إلى جنوبها على طول 2700 كلم وبارتفاع ثلاثة أمتار مما أدى إلى فقدان التواصل بين عائلات صحراوية تعيش على جانبيه، كما أثر على حياة البدو الرحل لفقدانهم مناطق ترعى فيها ماشيتهم ويتزودون منها بالماء. وزرع الاحتلال المغربي قرابة عشرة ملايين لغم مضاد للأفراد على عرض مئات الأمتار مما يجعل الصحراء الغربية من أكثر المناطق تلغيما في العالم.