أكد الأخصائي في الجراحة وجراحة البدانة، الدكتور رياض بوغرزة، خلال مشاركته في حملة تحسيسية صحية وجمالية نظمتها مؤخرا إحدى الصيدليات الخاصة، أن البدانة هي المشكل الكبير الذي عانى منه الجزائريون، وكأخصائي يقوم بعمليات شد البطن وشفط الدهون وتضييق مسار المعدة، لكنه أكد على أهمية انتهاج المريض لنظام غدائي حياتي صحيح، حتى يحافظ على النتائج المحصل عليها بعد العملية الجراحية، مشيرا في السياق إلى عدم الانسياق وراء كل ما يقال على الأنترنت في الشق المتعلق بالجراحة والجمال، مضيفا أن مصارحة المريض الطبيب بكل مشاكله الصحية، إنما لحمايته من المخاطر. أشار الأخصائي في الجراحة، إلى أنه يعمل بالتكامل مع الدكتورة بن زرقة، على تقديم خدمات طبية راقية للمريض، بعد أن يتبع حمية تنتج عنها ترهلات على مستوى الجسم، ليتدخل الجراح والأخصائية في التغذية والتجميل من أجل علاجها. كما نبه الأخصائي إلى أن الجراحة تقضي على عامل البدانة الذي بفعله يمكن أن تتراجع العديد من الأمراض التي لها صلة بها، على غرار السكري وارتفاع ضغط الدم، ويقول الدكتور "تختلف طرق مكافحة البدانة والزيادة في الوزن، فهناك أشخاص يحاولون إنقاص أوزانهم، لكنهم لا يستطيعون ذلك، ولمعالجة هذا المشكل، نقوم بعملية تضييق مسار المعدة، حيث ننقص جزءا من حجمها، وقد حققنا بفعلها نتائج إيجابية، إذ يمكن أن يخسر المريض من 30 إلى 40 كلغ في أربعة أشهر، وهناك أربعة زملاء يعملون على محاربة البدانة بتقنية "زرع البلون" في البطن، وليس لديها أية مضاعفات وتتم عن طريق المنظار، إذ يتم إدخاله ونفخه داخل المعدة، أي تُجرى لها عملية تضييق من الداخل بدون نزع جزء منها، وهي تسمح أيضا بإنقاص الوزن، ويتم إخراجه بعد انقضاء فترة العلاج، إلا أن المشكل الذي يعانيه بعض المرضى، هو رفضهم دخول جسم غريب داخل معدتهم". فيما يخص عمليات شفط الدهون، قال الأخصائي إنها من العمليات التي يقوم بها إلى جانب عمليات شد البطن، التي تقبل عليها السيدات أو المرضى الذين يعانون من ترهلات على مستواها، أو المرضى الذين لديهم زيادة في الجلد، فهناك من تنزل بطونهم إلى حد الفخدين، وهنا يقول الأخصائي "نقوم بعمليتي الشد والشفط لكل مريض حسب حالته، وهناك عمليات نقوم فيها بنزع الدهون وإعادة زرعها في المنطقة التي يريدها المريض"، فهناك سيدات يطلبن زرعها على مستوى الصدر لمن يعانين صغر الأثداء، وأخريات على مستوى الوجه والأوراك، حسب طلب السيدات اللواتي يقبلن على هذا النوع من العمليات. فيما يخص الأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليات شد البطن، قال الجراح "هناك سيدات قمن بعدة عمليات وولادات متكررة، ويحصل معهن تباعد في عضلات البطن، فتلاحظ خروج البطن، وهنا لابد من إجراء عملية الشد وإعادة العضلات إلى مكانها، مع وضع صفيحة مثل تلك الخاصة بالفتق، كما لا تحتاج إلى شفط الدهون، وبعد العملية تتحسن وتشعر أنها بخير". عن جديد علاج سقوط الشعر أو الصلع، قال الدكتور "نقوم بزرع البصيلات للأشخاص الذين يعانون من الصلع الوراثي، إذ لا يضطر المريض إلى السفر خارج الوطن للاستفادة من الخدمة، وهناك خمسة أطباء جزائريون يقومون بها، ونتائج عمليات زرع العشر مضمونة 100 بالمائة، بشرط أن يتبع المريض كل النصائح التي يقدمها الطبيب له". لعل أكثر المشاكل التي يعاني منها الجزائريون، قال الأخصائي "يقصدني مرضى يعانون من مشاكل صحية وتجميلية، منها غياب النضارة التي لها علاقة مباشرة مع التغذية، وكذا مشاكل الغدة الدرقية وعمليات البدانة وشفط الدهون التي أصبحت تشكل الرقم واحد، علما أنه إذا تمت معالجة البدانة، يمكن علاج الكولسترول والسكري". فيما يخص مدى إدراك المواطن لماهية هذه العمليات، يقول المختص "المريض يأتي بفكرة شاهدها على اليوتوب أو التلفاز بصورة مبسطة يطرحها عليك كمختص ويريد تنفيذها، لكنه لا يعرف خفايا العمليات التجميلية والمضاعفات التي تحدث من العملية، والخطوات التي يمر عليها المريض إلى حين ظهور النتيجة، وهي 6 أشهر أو سنة من العمل المتواصل، وهو ما يستوجب رفع درجة الوعي وإدراك المريض لكل المراحل التي سيمر بها، لذا غالبا ما أطلب من المرضى بكتابة كل الأسئلة التي تجول في خواطرهم لتقديم الإجابة عنها". أكد الأخصائي أن الشخص الذي يعاني من فقر الدم لا يسمح له بعملية شفط الدهون، لما لها من خاصية إمداد الجسم بالمعادن والطاقة، وعليه أن يعرف كل شيء عن وضعه الصحي، ولا يخفي أي شيء عن الطبيب ويكون صريحا معه ضمانا لسلامته. عن الإشاعات القائلة إن عمليات شفط الدهون تسبب العقم، قال الدكتور "ليس هناك أية علاقة بالحمل، لكن الشفط يحتاج إلى مختصين في التخدير لأن العملية تحتاج إلى تخدير عام، لأن التخدير الموضوعي يشعر فيه المريض بالألم". أكد الأخصائي بوغرزة أن المريض مطالب بتغيير عاداته الغذائية للأحسن بعد العملية، مع ممارسة الرياضة، ويقول "خلال عملية الشفط لا يتم نزع كل الدهون، لأن الجسم يحتاجها والمريض مطالب بالحفاظ على صحته وممارسة الرياضة حتى لا يستعيد الوزن من جديد"، ويسترسل قائلا "من يحترم الشروط لا يتعب، ولابد من وضع الحزام الذي يعطيه الطبيب للمريض على مستوى البطن لمدة شهرين، حتى لا يمتلئ البطن بالمياه، لأن الطبيعة ترفض الفراغ، كما يقال، وبعد غياب الالتهابات، أرسله إلى الأخصائية في التغذية بن زرقة، للاستفادة من برنامج متكامل، إلى جانب إكمال الشق الجمالي للحصول على الشكل المطلوب".