أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني أمس، أن عودة السلم والأمن إلى بلادنا كان بمثابة المتطلب الأكثر ضرورة لكل جهد تنموي واعد الثمار في أكثر من مجال، مشيرا إلى أن الجزائر التي تحقق فيها الأمن وساد ربوعها الاستقرار، "هي جزائر عرفت كيف تواصل شق طريقها نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية في شتى المجالات، بما في ذلك المجال السياحي الذي عرف انتعاشا يتجلى في احتضان جنوبنا الكبير في هذه السنوات الأخيرة لآلاف السياح، وهو مظهر ثابت الدلالة من مظاهر نعمة الأمن السائد في بلادنا". وتساءل الفريق قايد صالح، خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، في يومها الرابع عن "سبب عدم رضى بعض الأشخاص وانزعاجهم من استقرار الجزائر"، مشيرا إلى أن هذا الاستقرار تحقق بفضل مبادرة رئيس الجمهورية بميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب الجزائري برمته، ثم بفضل التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري بجميع فئاته وعبر كافة أنحاء الوطن، وفي طليعته الجيش الوطني الشعبي. وأوضح نائب وزير الدفاع الوطني، وفقا لما جاء في بيان وزارة الدفاع الوطني، أن "الشعب الجزائري الذي يمثل عمقا استراتيجيا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، كان ومنذ الأزل شعبا طيب الأعراق، عزيز النفس وأصيل المنبت وكريم الروح"، مضيفا أن الجزائر التي أنجبت مثل هذا الشعب الذي يعتز بتاريخه الوطني العريق، هي نفسها التي أنجبت هذا الشعب الذي يعتز أيضا بروح القوانين التي تحكمه، ومنها قانونه الأساسي المتمثل في الدستور. واغتنم الفريق قايد صالح، لقاءه مع إطارات وأفراد الناحية لتذكيرهم بنعمة الأمن والاستقرار التي ينعم بهما الشعب الجزائري، بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وبفضل التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري وفي طليعته الجيش الوطني الشعبي، "حيث أصبحت الإستراتيجية المنتهجة في الجزائر مثالا يحتذى ونموذجا يدّرس". وفي زيارته إلى مدرسة أشبال الأمة بوهران، التقى رئيس أركان الجيش الوطني مع شبلات وأشبال المدارس العشرة، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حيث تبادل معهم الحديث مطولا وألقى كلمة توجيهية، جدد فيها الحرص الشديد والأهمية الكبرى اللذان توليهما القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لهذه المدارس، بما يكفل لها مواصلة مهمتها التدريسية والتعليمية الهادفة، لتكون فعلا مصدرا للتربية والتعليم ومنبعا لتخريج إطارات الغد. وقال الفريق قايد صالح في هذا الصدد أن "الجيش الوطني الشعبي بكل ما يحمله من عراقة، وبكل ما يمثله من عمق شعبي متين الجذور وبكل ما يزخر به من قيم وطنية ثابتة، تجعل منه الوسط السليم والملائم لنشأة هؤلاء الأشبال والشبلات، وبوتقة تتربى من خلالها النفوس أكثر فأكثر على حب الوطن، وتصقل مواهب هذه الناشئة الواعدة، وتتقوى فكريا ونفسيا ومعرفيا وحتى معنويا، لتصبح مفخرة بشرية حقيقية، تتغذى منها قواتنا المسلحة وتندمج بكل اقتدار في الجهد المهني والتطويري المبذول". وأضاف أن "شبل الأمس أصبح عنصرا بشريا ماهرا وكفأ في منظومة الجيش الوطني الشعبي العازمة والمصممة على تحقيق النجاح المرغوب، كما يصبح شبل اليوم مشروعا واعدا لإطارات الغد، إناثا وذكورا، ستتعزز بهم جميعا القدرات المستقبلية للجيش الوطني الشعبي خصوصا وللوطن بصفة عامة". قبل أن يخلص إلى القول "تلكم هي الروح عالية الطموح التي تطبع مسعانا اليوم في ظل توجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني". وبالقاعدة البحرية الرئيسية لمرسى الكبير، وبرفقة اللواء مفتاح صواب، قائد الناحية العسكرية الثانية واللواء محمد العربي حولي، قائد القوات البحرية، عاين الفريق قايد صالح، عن كثب مختلف المشاريع المبرمجة في إطار مخطط تطوير وعصرنة هذه القاعدة البحرية الاستراتيجية. كما اطلع ميدانيا على ما تحقق في هذا المجال، ليقوم بعدها بتفتيش واستعراض مختلف الوحدات البحرية التي التحقت بالقاعدة بهذه المناسبة. كما أشرف الفريق قايد صالح على تدشين غواصتين "الونشريس" و«الهقار" اللتان دخلتا الخدمة حديثا، والتقى بطاقمهما، وهنأهما على الانجازات التي تحققت في ظرف وجيز والتي مكنت القوات البحرية على غرار القوات الأخرى وكافة مكونات الجيش الوطني الشعبي، من تسجيل وثبة نوعية على درب التطور والعصرنة. وحث نائب وزير الدفاع الوطني القائمين على استغلال هذه الوسائل الكبرى على الحرص على الحفاظ عليها وصيانتها الدورية وفقا للمعايير المحددة بغية الحفاظ على جاهزيتها العملياتية في أعلى درجاتها.