اقترح الأمين العام للفدرالية الوطنية للمربين بلقاسم مزور، أمس، مضاعفة حصة الشعير للموالين المتضررين من وباء طاعون المجترات والحمى القلاعية التي مست هذا الموسم قطيع الأغنام، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح يضمن احترام الموالين لإجراء منع تنقل القطعان، مع دحر الأسواق الموازية التي انتشرت بشكل كبير بالقرب من المستثمرات الفلاحية بسبب غلق أسواق الماشية وارتفاع تكاليف تربية الأغنام. كما أكد ممثل الفدرالية، خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة "لوكوري دالجيري" أن الأرقام المتداولة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بخصوص خسائر الموالين والمحددة في ألفي رأس غير صحيحة من منطلق أن هذا العدد مسجل في دائرة واحدة فقط، مؤكدا أن الوضع كارثي والموالون يشهدون اليوم ما اصطلح على تسميته "حرب جرثومية"، بعد ارتفاع حالات الإصابة بكل من الحمى القلاعية وطاعون المجترات، وهي أمراض لم تكن معروفة من قبل من طرف الموالين. وردا على سؤال ل«المساء" عن سبب صعوبة حصر نسبة الخسائر، أشار ممثل الموالين إلى أن تكليف بياطرة القطاع العمومي بجرد الخسائر ومعاينة كل المستثمرات الفلاحية صعب من العملية وفتح المجال للتحايل، من منطلق أن عدد البياطرة لا يغطي اتساع رقعة نشاط الموالين، ما جعل الموال ينتظر بين يومين وأكثر إلى غاية وصول دوره، وهي الفترة التي لا تسمح للبيطري بالتأكد من العدد الحقيقي للخرفان التي نفقت بسبب المرض، وعليه اقترح مزور، فتح المجال لبياطرة القطاع الخاص لمد يد العون في عمليات التلقيح وجرد الخسائر. أما فيما يخص أسباب انتشار الفيروس فاعترف الأمين العام للفدرالية، أن طاعون المجترات الصغيرة دخل إلى التراب الوطني منذ أكثر من خمسة أشهر، ونظرا لعزوف الموالين عن الإبلاغ عن أولى حالات وفيات الخرفان بسبب جهل أو تجاهل هذا النوع من المرض، انتشر طاعون المجترات عبر أكثر من 20 ولاية إلى غاية اليوم، وهو ما يستدعي تعجيل الجهات الوصية بجلب اللقاحات لطمأنة الموالين وحماية مهنة تربية الأغنام ونشاط أكثر من 400 ألف شخص يشتغلون في مجال الرعي والصحة الحيوانية وكل ما له علاقة بتربية المواشي. وعن ملف تعويض المتضررين اقترحت الفدرالية على مصالح الوزارة، خلال لقاءاتها مع كل من الوزير والأمين العام، الرفع من حصة الشعير المخصصة للموالين بالنسبة لشهر جانفي، لدعم توفير كلأ الأغنام، خاصة وأن القنطار مدعم من طرف الدولة محدد بقيمة 1550 دينارا، في حين يسوق في الأسواق الموازية بقيمة تتراوح بين 2000 و3000 دينار بسبب ارتفاع الطلب عليه.كما تم اقتراح تعديل شروط الاستفادة من قرض التحدي من خلال استخلاف حالة رهن العقار الفلاحي برؤوس الغنم، وذلك حتى يستفيد الموال من قرض مالي يسمح له بتغطية قيمة الخسائر وإيلاء كل العناية بالنعجة، مشيرا إلى أن الاقتراحين من شأنهما وضع حد لحالات التحايل التي بدأت تظهر على أرض الميدان مباشرة بعد إعلان وزير الفلاحة، عن قرار تعويض الموالين المؤمّنين وغير المؤمّنين. وفيما يخص مصدر الوباء كشف مزور، أن الحديث الدائر وسط الموالين يرجع أسباب تفشي طاعون المجترات الصغيرة إلى عمليات جلب" ماعز شامي" من الشرق الأوسط مرورا بمصر وليبيا وتونس، وهي الدول التي تعرف انتشارا لعدة أنواع من الأمراض الحيوانية، كما سجلت أول بؤرة في ولايات الهضاب العليا، قبل أن تنتقل العدوى إلى مناطق السهوب عبر تنقل الأغنام وأسواق الماشية. أما عن تأثيرات المرض على سوق اللحوم الحمراء فأكد مزور، أن المضاربين استغلوا الوضع للرفع من أسعار اللحوم الحمراء بحجة غلق أسواق المواشي، وستبقى الأسعار مرتفعة إلى غاية شهر رمضان المقبل بالنّظر إلى ارتفاع الطلب على العرض. وفيما يخص أسعار الأغنام تحسبا لعيد الأضحى، فأشار ممثل الموالين إلى أن انعكاسات الوباء لن يكون لها تأثير على السوق، من منطلق أن خرفان العيد ولدت شهر أفريل الفارط، والمرض يصيب خرفان حديثة الولادة يتراوح عمرها بين يوم وشهرين، من منطلق أن الخروف بعد شهرين تكون له مناعة من الوباء.