تعد وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لإطلاق حملة وقائية لمنع انتشار طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، بعد تسجيل حالات عدة خاصة بولايتي تبسة والجلفة، كما قررت تجنيد كافة البياطرة لتلقيح أزيد من 25 مليون رأس من الغنم بداية السنة لمحاصرة الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية. قامت وزارة الفلاحة بإعلان حالة استنفار قصوى على مستوى الولايات المعنية بنشاط تربية الحيوانات، حيث قررت كإجراء احترازي غلق أسواق الماشية على مستوى 13 ولاية لمدة شهر كامل، أي إلى غاية 25 جانفي المقبل، ومنع حركة تنقل الماشية ما بين الولايات وداخل الولاية الواحدة، مع فرض استغلال نقاط المياه والمراعي الجماعية، وإلزام الموالين بالحصول على ترخيص من المصالح البيطرية لنقل المواشي إلى المذابح، خشية انتشار الفيروس المتسبب في حالات الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة الذي يصيب الماشية. وأرسلت الوزارة إلى الولايات التي سجلت بها حالات الإصابة بالحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة، لجانا مختصة لإحصاء عدد الإصابات والخسائر، بغرض توجيه الدعم اللازم من حيث البياطرة واللقاحات، ليتم فيما بعد تعويض الموالين المتضررين في حال ارتفاع حجم الخسائر، وفق ما كشف عنه أمين عام فيدرالية الموالين جيلالي عزاوي الذي دعا المربين إلى إخطار الجهات المسؤولة في حال تسجيل حالات جديدة. كما يعقد اليوم مسؤول المصالح البيطرية بالوزارة اجتماعا مغلقا مع أعضاء المكتب الوطني لفيدرالية الموالين، لتقييم الوضع بالولايات المتضررة بانتشار طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، مع ضبط الإجراءات الاستعجالية، في انتظار ظهور نتائج التحاليل للتأكد مما إذا كان الأمر يتعلق فعلا بالحمى القلاعية أو بطاعون المجترات الصغيرة، ليتم الانطلاق في تلقيح أزيد من 25 مليون رأس من الماشية بداية السنة المقبلة، وذلك بعد استيراد الجرعات اللازمة. وفي هذا الصدد أكد الناطق باسم النقابة الوطنية للبياطرة نجيب دحمان «للنصر»، أن التحاليل الأولية أظهرت تسجيل حالات إصابة بطاعون المجترات وأخرى بالحمى القلاعية، إلى جانب حالات عدة تتعلق بأنواع أخرى من الأمراض التي تطال الثروة الحيوانية، منها اللسان الأزرق والحمى المالطية، مرجعا انتشار هذه الأمراض الفتاكة رغم حملات التلقيح التي تقوم بها الوزارة، إلى حركة تنقل رؤوس الأموال عبر الحدود، لا سيما الجنوبية منها، لكونها أمراضا عابرة للحدود، مما يتطلب وفق تقديره، ضرورة تقييم حملات التلقيح السابقة قبل الشروع في تنظيم عمليات جديدة. وحذر المصدر أيضا من خطورة انتشار طاعون المجترات الصغيرة لكونه مرضا قاتلا وفتاكا ولا علاج له، ويصيب صغار الحيوانات، في حين تعد الحمى القلاعية أقل خطورة، لكنها تتطلب حملات تلقيح متكررة وبالتالي تخصيص غلاف مالي معتبر للتحكم في الوضع، فضلا عن الإجراءات الاحترازية، منها منع تنقل الحيوانات لمحاصرة الفيروس، مؤكدا بأن عدم الإسراع في اتخاذ القرارات الحاسمة من شأنه أن يضر بالثروة الحيوانية، ويكبد الموالين خسائر فادحة، بسبب نفوق الماشية. ودعت نقابة البياطرة في ذات السياق، الوازرة لإشراكها في حملة مكافحة الأمراض التي تهدد رؤوس الماشية، وبحسب ممثل التنظيم فإن العدد الإجمالي للبياطرة الذي لا يتجاوز 1200 بيطري على المستوى الوطني، يمكنه أن يشكل عائقا أمام الوزارة لتنفيذ حملات الوقاية والتلقيح، مضيفا أنه على مستوى بعض الولايات الشاسعة المعروفة بطابعها الفلاحي والرعوي، ينشط طبيب بيطري واحد فقط. وقال من جهته الأمين العام لفيدرالية الموالين إن الوضع يتطلب التجنيد الكامل من قبل المتدخلين على مستوى قطاع الفلاحة، دون أن يخفي قلقه من تراجع كميات إنتاج اللحوم الحمراء، بسبب تفشي الأمراض التي تصيب الأبقار وكذا الماشية، مذكرا بأن التلقيح ضد الحمى القلاعية لم يتوقف يوما، لكنه توقع في حال تضافر الجهود في السيطرة على الوضع في ظرف شهر واحد، شريطة تحلي الموالين بالمسؤولية، واحترام تنفيذ التدابير الوقائية.