تجمع مئات المواطنين، أغلبهم من الشباب، أمس، بعد صلاة الجمعة، في الجزائر العاصمة وفي مناطق أخرى من البلاد، تعبيرا عن مطالب ذات طابع سياسي. ووسط حضور أمني مكثف، تنقل المتظاهرون مباشرة بعد صلاة الجمعة حاملين الأعلام الوطنية ولافتات كتب عليها "نعم للعدالة" و«مسيرة سلمية" و«تغيير وإصلاحات"، مطالبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة جديدة. ففي العاصمة، لجأت قوات الأمن المتوزعة عبر كل جهات ساحة أول ماي إلى محاصرة كل الطرق المؤدية إليها من أجل منع الوافدين إليها من الأحياء المجاورة. كما واصل جمع من المحتجين مسيرتهم السلمية انطلاقا من ساحة أول ماي عبر شارع حسيبة بن بوعلي في اتجاه ساحة البريد المركزي قبل استئناف السير نحو ساحة الشهداء، حيث سجلوا وقفة أمام مبنى المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة. ولدى الوصول إلى الوجهة النهائية، كان الوضع عادي حيث أبقت المحلات أبوابها مفتوحة مع انتشار أعداد قليلة من قوات الأمن. وفي القبة، تجمع عشرات من الشباب بحي لابروفال أين تمت محاصرتهم من قبل قوات الشغب التي كانت بانتظارهم، فيما كانت الأجواء هادئة وطبيعية بالحراش وباش جراح وحسين داي والمدنية، أين كان المواطنون يمارسون حياتهم بشكل عادي. أما بحي محمد بلوزداد الشعبي، فقد واصلت مجموعات متفرقة من الشباب محاولاتهم للالتحاق بساحة أول ماي رغم غلق كل الطرق والشوارع المؤدية لها. للتذكير، فإن المسيرات والمظاهرات ممنوعة في الجزائر العاصمة بموجب المرسوم التنفيذي المؤرخ في جوان 2001 المتضمن حظر التظاهر في العاصمة. مسيرات سلمية عبر عدة ولايات من الوطن كما شهدت عدة ولايات أخرى مسيرات وتجمعات مماثلة دون تسجيل تجاوزات. ففي شرق البلاد على غرار عنابة وقسنطينة وبجاية وباتنة وسكيكدة وأم البواقي هتف المتظاهرون نفس الشعارات. كما شهدت ولايات الوسط تظاهرات مماثلة ميزها الهدوء مثلما هو الأمر في تيزي وزو والبويرة وبومرداس وتيبازة. وفي غرب البلاد، خرج مئات المواطنين في مسيرات سلمية بوهران وتيارت ومستغانم وغليزان للتعبير عن رأيهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة وقد جرت هذه التظاهرات أيضا في جو هادئ دون أي تجاوزات، حسبما لوحظ هناك. كما نظمت تجمعات ومسيرات سلمية بجنوب البلاد للمطالبة بالتغيير، حيث خرج مئات المواطنين من مختلف الأعمار في ورقلة والأغواط إضافة إلى مسيرات عبر الشوارع الرئيسية بمدن تقرت وحاسي مسعود وأدرار والوادي.(وأج)