لم تقتصر النداءات والدعوات الملحة التي طالبت إسرائيل بوقف مجزرتها تفاديا لحدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة على الهيئات والمنظمات الإنسانية والحقوقية بل تعدتها إلى رجال السياسة والمسؤولين في مختلف أنحاء العالم. ففي الوقت الذي دقت فيه مختلف المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية ناقوس الخطر من حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية بعدما تجاوزت حصيلة ضحايا الجنون الإسرائيلي في قطاع غزة الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من المدنيين الأبرياء طالب العديد من روؤساء الدول والحكومات إسرائيل بوقف مذبحتها. وقد تحركت الآلة الدبلوماسية الدولية بقوة وعلى أكثر من صعيد في الأيام الأخيرة في مسعى لإقناع إسرائيل بوقف أبشع مجزرة تقترفها في حق شعب أعزل منذ حرب 1967. وفي هذا السياق أجرى الرئيس الصيني هو جنتاو اتصالات مع نظيره الأمريكي جورج بوش عبر له خلالها عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة. وقالت الحكومة اليابانية أنها جد قلقلة من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة واستمرار سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ. وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه كندا التي دعت المجموعة الدولية إلى التركيز على مواجهة الأزمة الإنسانية الخطيرة في غزة وخاصة ما يتعلق بكيفية ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى أزيد من مليون ونصف مليون شخص محاصرين في غزة بين نيران التجويع ونيران المدفعية الإسرائيلية. يأتي ذلك في الوقت الذي عبرت فيه منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" أمس عن قلقها العميق لاستمرار سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في غزة جراء تواصل الحرب الإسرائيلية على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعربت قبل يوم عن مخاوفها من استمرار ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين في هذه المجزرة التي ترفض إسرائيل إيقافها في تحد واضح للمجموعة الدولية. وأكدت "اليونسيف" أن 70 طفلا فلسطينيا استشهدوا وأصيب اكثر من 650 آخرين بجراح معظمها خطيرة في الأيام العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي. وتدحض هذه الأرقام المروعة لعدد الأطفال والنساء الذين سقطوا شهداء أو جرحى في المجزرة الصهيونية المتواصلة منذ 11 يوما الادعاءات الإسرائيلية بأنها تستهدف فقط المقاومين الفلسطينيين وليس هناك أي مشكل مع المدنيين الفلسطينيين. وكانت إحصاءات سابقة أكدت أن 30 بالمئة من ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة هم أطفال ونساء استشهدوا أو أصيبوا بعدما استهدفتهم مقاتلات أف 16 ومروحيات الاباتشي وهم داخل منازلهم. وهو الأمر الذي أكدته منظمة اليونيسف التي أشارت إلى أن معظم ضحايا هذا العدوان المتواصل برا وبحرا وجوا هم من المدنيين الأبرياء الذين لا يملكون حتى قوت يومهم. ولفت بيان منظمة الأممالمتحدة للطفولة إلى أنه لم يتم لحد الآن تحديد عدد الأطفال المتأثرين بفقدان أحد الأبوين أو تدمير منازلهم أو اضطروا على النزوح أو ممن يعانون من نقص العلاج وتعطيل في الدراسة بشكل كامل متوقعا أن يكون عدد هؤلاء الأطفال كبيرا. وأضاف أن أطفال غزة محرومون الآن من أدنى الحقوق التي يتمتع بها جميع أطفال العالم. وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة اليونسيف في ندوة صحفية عقدتها أمس بالعاصمة الأردنية عمان أن النساء والأطفال هم الأكثر تأثرا بالأزمة الإنسانية التي ازدادت حدتها جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.