تنطلق اليوم بالعاصمة السورية دمشق أشغال الملتقى العربي والدولي حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها عنوة قبل ستة عقود بمشاركة ممثلي 54 دولة عربية وأجنبية إضافة إلى جميع الفصائل والقوى الفلسطينية. وينتظر أن يناقش المشاركون في هذا اللقاء الاول من نوعه عدة محاور من اهمها "البعد الإعلامي لحق العودة " و"نظرة الغرب الى مسألة حق العودة" و"المقاومة وحق العودة" و"القدس وحق العودة" و"البعد القانوني لحق العودة" و"حق العودة وحقوق الإنسان" و"البعد السياسي الدولي لحق العودة". ش وتشرف على تنظيم هذه الندوة " اللجنة العربية الدولية لإحياء الذكرى الستين للنكبة" المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني للحفاظ على الثوابت الفلسطينية . ويسعى المشاركون في هذا اللقاء الذي يستمر يومين إلى التوصل إلى "خطاب عالمي قادر على توسيع دائرة المؤيدين للقضية الفلسطينية ومحاصرة المشروع الصهيوني الاستيطاني دون أي تنازل عن الحقوق الثابتة والتاريخية للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة لملايين الفلسطينيين الذين أرغموا تحت تهديد النار والحديد على ترك منازلهم وممتلكاتهم والعيش في دول الجوار في مخيمات اشبه بغيتوهات نظام الميز العنصري في جنوب افريقيا. كما يهدف الملتقى إلى اقتراح آليات وبرامج عملية ترمي إلى الدفاع عن حق العودة وإعطائه موقعه المركزي في القضية الفلسطينية وحشد الدعم الدولي له. ومن المنتظر أن وبشكل خاص من خلال إعلان دمشق لحق العودة الذي سيصدر عن الملتقى والذي سيمثل وثيقة تاريخية فلسطينية وعربية ودولية للالتزام بهذا الحق التاريخي للفلسطينيين. ويتضمن برنامج الملتقى محاضرات لنخبة من رجال الفكر والاختصاصيين و22 ندوة يشارك فيها أكثر من 170 باحثا ومتخصصا وورش عمل وأمسيات شعرية ومعارض فنية تتعلق تحديدا بحق العودة وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين. ويأتي انعقاد هذا الملتقى في الوقت الذي ازداد فيه تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية في قطاع غزة بعد أن شددت إسرائيل حصارها المفروض على غزة منذ شهر جوان 2007 بالرغم من الدعوات الدولية لفك الحصار. ودقت عديد المنظمات والهيئات الإنسانية ناقوس الخطر من كارثة إنسانية وشيكة الوقوع في قطاع غزة. وفي هذا السياق، وجهت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونرو" أمس استغاثة إلى المجتمع الدولي وإسرائيل والدول العربية للمساعدة في إنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع. من جهتها ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن مجمع الشفاء الطبي ومستشفى غزة الأوروبي دخلا في أزمة حقيقية تنذر بوقوع كارثة صحية نتيجة تعطل المولدات الكهربائية الرئيسية جراء منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال قطع الغيار والزيوت اللازمة لتشغيلها. وحذرت الوزارة من الخطر المحدق بأرواح العشرات من المرضى الذين يرقدون على أسرة العناية المركزة وأجهزة غسيل الكلى وعشرات الأطفال حديثى الولادة في أقسام الحضانات. وأدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلو الصمت الدولي إزاء استمرار إغلاق إسرائيل لمعابر قطاع غزة واصفا الوضع في غزة ب"العار". ودعا الأمين العام لمنظمة لمؤتمر الإسلامي المجتمع الدولي والمجموعة الرباعية إلى التحرك لمواجهة المواقف الإسرائيلية المتعنتة قائلا "يجب على الرباعية أن تتحرك وأن تعطى إسرائيل الرد الذي يجب أن يعطى في مثل هذه الظروف ويجب على دولنا جميعا أن تتحرك في هذه الاتجاه".