تستقطب غابة مرتفعات الشريعة العديد من الزوار على مدى أيام السنة باعتبارها قطبا سياحيا طبيعيا، وقد عرفت مؤخرا تدفق العديد من الزوار من شرائح عمرية مختلفة وفي مقدمتهم تلاميذ المدارس الذين استغلوا تساقط الثلوج في كل أرجاء الغابة من أجل الترويح عن النفس واللعب والتزلج والتقاط الصور والتمتع بجمال المناظر الطبيعية الساحرة، ضاربين عرض الحائط برودة الطقس التي لم تحل بينهم وبين الخروج. وإذا كانت الشريعة تقدم لزوارها في فصل الصيف الهواء العليل والظلال المنعشة... فإنها في فصل الربيع تكشف عما لديها من أزهار بألوان وأشكال متنوعة من إبداع الخالق.. أما في فصل الشتاء فتكتسي الغابة ثوبا ابيض ناصعا غاية في الجمال والروعة. ولكنها للأسف الشديد تعاني في المقابل من غياب المرافق العمومية والأماكن المخصصة للجلوس التي إلى جانب قلتها تعاني من الإهمال والاهتراء،هذا دون الحديث عن التيليفيريك المعلق من دون فائدة والذي يعني تصليحه الظفر برحلة جوية رائعة إلى جانب ربح الوقت عوض التنقل بالسيارة إلى أعالي الشريعة.... وغيرها كثير مما تتطلبه هذه المنطقة الجبلية من مشاريع لترقية المكان والسياحة في أن واحد. وإذا كانت الدولة تسعى جاهدة لتشجيع السياحة بالجزائر فالأولى أن تحظى الشريعة ولو بالقليل من العناية والاهتمام نظرا لما تقدمه لنا من لوحات طبيعية على مدار أيام السنة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فعلى الرغم من المتعة والفرجة التي تؤمنها المنطقة للعائلات الجزائرية التي تزور المكان إلا أن هذه الأخيرة وللأسف لا تحافظ على نظافته بل ولا تبذل حتى جهدا من اجل المشاركة في الحفاظ على الطبيعة فتجد أن الغابة تتحول إلى كومة من الأكياس التي تشكل خطرا كبيرا على الطبيعة لأنها لا تتحلل إلى جانب بقايا الطعام والعلب والقارورات التي تشوه منظر الطبيعة العذراء. هي إذن دعوة ورجاء من أجل الالتفاتة إلى هذا القطب السياحي الخلاب وإعطائه نوعا من الاهتمام وهي أيضا دعوة لزوار المكان من اجل الإبقاء على المكان نظيفا حماية للطبيعة!!!