* email * facebook * twitter * linkedin إرتفعت حصيلة الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة فجر أمس، إلى خمسة شهداء وعشرات الجرحى في تصعيد مفاجئ للوضع العسكري في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. وشهدت الحدود بين قطاع غزة والكيان الإسرائيلي انزلاقا عسكريا مفاجئا لجأت خلالها قوات الاحتلال إلى شن غارات جوية بزعم الرد على المقاومة الفلسطينية التي قامت بإطلاق سيل من القذائف وصواريخ القسام على مدن جنوب الكيان الإسرائيلي. وتتعمد الدعاية العسكرية الإسرائيلية تلفيق التهم باتجاه المقاومة الفلسطينية بكونها السباقة إلى تصعيد الموقف والحقيقة أن قوات الاحتلال مهدت لهذا التصعيد بعمليات استفزازية ضد المشاركين في مظاهرات حق العودة التي دأب الفلسطينيون على تنظيمها كل يوم جمعة لتأكيد حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفق نص قرار الأممالمتحدة 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين. وشملت عمليات القصف المدفعي والجوي عدة مدن في قطاع غزة، خلف آخرها استشهاد شاب فلسطيني خامس صباح أمس، في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة. وزعمت مصادر الجيش الإسرائيلي أن غارات طيرانه الجوية استهدفت ثلاث منصات لإطلاق صواريخ عز الدين القسام باتجاه العمق الإسرائيلي. وشكل هذا أعنف تصعيد عسكري تشهده الحدود بين قطاع غزة وفلسطين التاريخية بما قد يؤدي إلى انزلاق قادم للوضع أشد من ذلك الذي عرفه هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية نهاية مارس الماضي واستدعى تدخل الوساطة المصرية من أجل التزام الطرفين ببنود الهدنة المتوصل إليها صيف العام الماضي. يذكر أن الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعمد إشعال فتيل المواجهات مع المقاومة الفلسطينية وقام برد عليها على المنشآت والبنى التحتية في مدن قطاع غزة في عز الحملة التي سبقت موعد الانتخابات البرلمانية المسبقة في التاسع من أفريل الماضي، بهدف كسب تأييد ناخبي اليمين المتطرف للتصويت لصالح حزب الليكود اليميني المتطرف. وعرفت مسيرات حق العودة أول أمس، استشهاد أربعة فلسطينيين وأصيب خلالها جنديان إسرائيليان في مواجهات مع المتظاهرين في تصعيد مقصود للموقف بمناسبة هذه المسيرات التي اعتاد الفلسطينيون على تنظيمها منذ العام الماضي لتأكيد تمسكهم بحق العودة. وتوعدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالرد على الجريمة الإسرائيلية الجديدة من دون أن تحدد طريقة هذا الرد وما إذا كانت ستقوم بتصعيد الموقف عسكريا مع قوات الاحتلال. في نفس الوقت الذي تبنت فيه حركة الجهاد الإسلامي إطلاقها لعشرات القذائف الصاروخية، مؤكدة استعدادها مواصلة إطلاق صواريخها ضد أهداف الاحتلال ردا على المشاورات التي شرع فيها الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو مع رئيس أركان جيش الاحتلال لبحث الوضع العسكري وطبيعة الرد على هذا التصعيد المفاجئ. ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه حركة "حماس" تحرك الدبلوماسية المصرية أمس، في محاولة جديدة لتهدئة الوضع من خلال وساطة بينها وبين حكومة الاحتلال في نفس الوقت الذي انتقل فيه يحيى السينوار رئيس مكتب حركة المقاومة في قطاع غزة إلى العاصمة المصرية لبحث الموقف مع السلطات المصرية.