لم تدم الهدنة المتوصل إليها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية إلا ساعات قبل أن تنهار بسبب شن قوات الاحتلال لغارة جوية جديدة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة أدت إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخر بجروح خطيرة. ويتعلق الأمر بالشهيد احمد جرغون الذي ينتمي إلى الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لترتفع بذلك حصيلة الشهداء الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين في قطاع غزة إلى عشرة شهداء تسعة منهم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي. وزعمت قوات الجيش الإسرائيلي التي خرقت اتفاق الهدنة أنها استهدفت من وصفتهم بمجموعة إرهابية كانت تستعد لإطلاق صواريخ. وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة دخلت في هدنة جديدة أمس تحت إشراف مصري بعد يوم دام شهده هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية أول أمس بعد استشهاد تسعة مقاومين في عمليات قصف شنها الطيران الحربي الإسرائيلي وردت عليها المقاومة الفلسطينية بإطلاق عدة قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل خلفت مصرع إسرائيلي واحد. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللتان تبنتا مسؤولية إطلاق صواريخ القسام على جنوب إسرائيل التزامهما بالهدنة التي تم التوصل إليها برعاية مصرية. وقال احد قادة حركة الجهاد رفض الكشف عن هويته ان هذه الأخيرة تلتزم بالهدنة ما دامت إسرائيل ستلتزم بها موضحا في الوقت نفسه إلى ان التوصل إليها جاء بعد جهود مصرية تمكنت من إقناع الفصائل الفلسطينية بقبولها. ولكن داوود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد حذر من انه سيتم الرد على أي تصعيد إسرائيلي جديد. ولم يشهد جنوب إسرائيل في الساعات الأولى من صباح أمس أي سقوط لصواريخ القسام في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الاحتلال ان 12 قذيفة صاروخية أطلقت ضد أهداف إسرائيلية أول أمس. وعاش قطاع غزة تصعيدا عسكريا اثر إقدام الطيران الحربي الإسرائيلي على قصف جنوب القطاع مما أدى إلى استشهاد خمسة مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي ردت عليها هذه الأخيرة بإطلاق عددا من صواريخ القسام سرعان ما ردت إسرائيل مجددا بمزيد من عمليات القصف التي أسفرت عن سقوط أربعة شهداء آخرين ينتمون لنفس الحركة في وقت قتل فيه إسرائيلي واحد فقط. وضع دفع روبرت سيري المنسق الخاص الاممي لمسار السلام في الشرق الأوسط من التحذير من مخاطر هذا التصعيد الجديد ودعا إلى التهدئة وإنهاء العنف ووقف حمام الدم. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقبل إعلان التهدئة توعد بالرد بقوة عندما تقتضي الضرورة ذلك. ونفس الوعيد أطلقه أبو احمد المتحدث باسم كتائب القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الذي اتهم إسرائيل بتعمدها الهجوم على قطاع غزة من اجل إثارة موجة جديدة من العنف بين الجانبين. ويعد هذا التصعيد العسكري الذي شهده قطاع غزة الأول من نوعه منذ صفقة تبادل الأسرى التي شملت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسير فلسطيني من بينهم 477 تم الإفراج عنهم في دفعة أولى في 18 أكتوبر الجاري. للإشارة فإن آخر هدنة توصل إليها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزة كانت منتصف أوت الماضي بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين أدت إلى استشهاد 25 فلسطينيا والقضاء على إسرائيلي.