* email * facebook * twitter * linkedin تأكد في اليوم الثاني من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة أن الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يريدها حربا واسعة النطاق ضد السكان الفلسطينيين في تكرار للعدوان الهمجي الذي شنته وحدات جيش الاحتلال ضدهم سنة 2014 وخلفت إلى حد الآن استشهاد 12 فلسطينيا وعشرات المصابين. أعطى الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، أوامر لقيادة الجيش بتكثيف عمليات القصف الجوي والمدفعي على مختلف مدن قطاع غزة بدعوى الرد على الأجنحة العسكرية لمختلف فصائل المقاومة الفلسطينية التي واصلت هي الأخرى إطلاق قذائفها الصاروخية باتجاه العمق الإسرائيلي وخلفت مصرع ثلاثة مستوطنين. وتسير حكومة الاحتلال وفق المنحى التصاعدي لعمليات القتل الممنهج التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين إلى إشعال فتيل حرب جديدة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية إرضاء لليمين المتطرف وتمهيدا لتمرير صفقة القرن التي تريد الإدارة الأمريكية فرضها عليهم لقبول السلام وفق المقاس الإسرائيلي رغم الرفض القطعي الذي أبداه الفلسطينيون تجاهها. وتأكد في اليوم الثاني من بدء عمليات القصف أن الوزير الأول الإسرائيلي مصمم هذه المرة على إضرام النار في برميل البارود الذي يرقد عليه قطاع غزة بعد استشهاد 12 فلسطينيا من بينهم سيدة حامل وطفلة لم تتعد سنة من عمرها وإصابة شقيقتها بجروح بليغة في حي الزيتون، شرق مدينة غزة، بدعوى ضرب مواقع المقاومة الإسلامية هناك. وكان من بين هذه العمليات، عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها حمد الخضري البالغ من العمر 34 عاما، قالت مصادر المقاومة إنه من بين قيادييها الميدانيين، بينما أكد بيان للجيش الإسرائيلي أنه منسق جمع الأموال من الخارج لصالح المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الشابين، بلال البنا وعبد الله أبو العطاء العضوين القياديين في الجهاد الإسلامي. وتأكدت بوادر هذا التصعيد بعد مقتل مستوطنين اثنين في مدينة عسقلان في سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتهما المقاومة الفلسطينية، ردا على عمليات القصف المكثف الذي تنفذه طائرات الاحتلال على مدن قطاع غزة منذ مساء الجمعة. وتحولت مختلف مدن قطاع غزة إلى ساحة حرب حقيقية أعادت إلى أذهان الغزاويين أجواء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مدنهم سنة 2014 والذي خلف مئات الشهداء وتدمير النبى التحتية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية، الخاضع لحصار إجرامي متواصل منذ سنة 2007. وفي رد على هذا التصعيد، هددت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» بضرب أهداف إستراتيجية في قلب الكيان المحتل وفي مقدمتها مطار بن غريون الدولي بالقرب من مدينة تل أبيب. وفي سياق هذا التصعيد، طالب نيكولاي ملادينوف المبعوث الأممي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي كل الأطراف بتهدئة الوضع والالتزام ببنود الهدنة المتوصل إليها نهاية شهر مارس الماضي برعاية مصرية. وإلى نقيض ذلك، راح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يصب الزيت على نار الوضع المتأجج في قطاع غزة عندما أكد دعمه ل»حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» وقفز على الحقائق على اعتبار أن قوات الاحتلال هي التي صعدت الموقف يوم الجمعة الأخير بمناسبة مسيرات حق العودة التي اعتاد الفلسطينيون تنظيمها كل يوم جمعة للمطالبة بحقهم في العودة إلى أراضيهم المحتلة. ومن جهتها، أكدت السلطة الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة افتعله نتانياهو والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لتمرير «صفقة القرن» من خلال خلق أجواء وظروف مناسبة لذلك. وأكدت السلطة الفلسطينية أن ما يدل على ذلك أن نتنياهو أعطى من جهته الضوء الأخضر لضربة قوية ضد قطاع غزة وراح يتحدث من جهة أخرى عن استعداد حكومته إدخال أموال إلى القطاع ضمن محاولة لإعادة ترتيب الأوراق وإلزام جميع الأطراف الفلسطينية بالتفاهم مع الجانب الإسرائيلي.