* email * facebook * twitter * linkedin يناشد سكان بلدية بيضاء برج الواقعة بأقصى المنطقة الجنوبية الشرقية لولاية سطيف، السلطات الولائية التدخّل لوضع حد لمعاناتهم مع العطش الذي بات يؤرق نسبة كبيرة من سكان هذه المنطقة ذات الطابع الفلاحي، وانعكست سلبا على يومياتهم في ظل انعدام هذا المورد الحي وشح الحنفيات؛ إذ أصبح الحصول على دلو ماء صالح للشرب يتطلب قطع مسافات طويلة لجلبه من المنابع والحنفيات العمومية، أو الوقوف لساعات طويلة بالطوابير أمام صهاريج بعض المحسنين المخصصة لتزويد الساكنة بالمياه. مع اقتراب فصل الصيف من كل سنة تزداد متاعب سكان بلدية بيضاء برج مع المياه الصالحة للشرب، وتزداد معها مخاوف الحصول على هذه المادة الحيوية، التي أجبرت عددا منهم على الرحيل، ومغادرة ممتلكاتهم نحو المدن الكبرى، على غرار العلمة وحمام السخنة؛ بحثا عن حياة هنيئة، فرغم الوعود التي قدّمها المسؤولون المحليون الذين تعاقبوا على تسيير البلدية للقضاء على أزمة المياه، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها، إذ لايزال سكان بيضاء برج يعانون أزمة عطش خانقة منذ سنوات. وتزداد هذه المعاناة مع حلول فصل الحر، حيث يكثر الطلب على الماء، مما يجبر الكثيرين على التزود به بطرق تقليدية من الآبار الفلاحية غير المعالجة أو شراء صهاريج المياه من البلديات المجاورة؛ ما صعّب مهمة مكتب حفظ الصحة في مراقبة العملية، الأمر الذي جعل حياة السكان معرضة للأمراض المتنقلة عن طريق المياه. وتُعد المنطقة الجنوبية للبلدية التي تحصي 6 قرى ومداشر، الأكثر تضررا من انعدام المياه لافتقارها كليا لشبكة التوزيع؛ ما يجبر أكبر نسبة منهم على التزود من القرى المجاورة التابعة لولاية باتنة. ورغم إنجاز خزان من مشروع قطاعي سنة 2016 بطاقة استيعاب 2000 م3 وتزويده من شعبة "خزرة يوسف" ببلدية عين أزال قصد تموين هذه القرى بالماء، إلا أن شبكة التوصيل من الخزان إلى هذه القرى لم يتم إنجازها، وبقي المشروع معطلا منذ ثلاث سنوات رغم استهلاك أكثر من 20 مليار سنتيم. وبهدف التقليل من معاناة السكان وامتصاص غضبهم أمام الحركات الاحتجاجية المتكررة أمام مقر البلدية، لجأ المنتخبون المحليون إلى تزويد القرى بصهاريج بطريقة أقل ما يقال عنها عشوائية، في ظل الفوضى التي باتت تطبع يوميات السكان، لوجود صهريج واحد بالبلدية. أما سكان مركز البلدية فإن المياه لا تزور حنفيات بيوتهم إلاّ مرة كل ثلاثة أيام، وهي غير كافية لتلبية حاجياتهم. ولعل أكثر المناطق تضررا من انعدام المياه قريتا لبلاحتة وتزروتين، اللتان يعاني سكانهما من أزمة خانقة بسبب جفاف النقب الذي يزود القريتين، فحسب مصادر من داخل مبنى البلدية، خُصّص مبلغ 3 ملايير سنتيم لإنجاز نقب ثان وتجهيزه. كما قامت بدفع 400 مليون سنتيم لمصالح سونلغاز لتوصيل الكهرباء إلى النقب، إلا أن المشروع يبقى مجرد حبر على ورق مرهونا بقضية الكهرباء. كما تم تسجيل نقب ثان لتدعيم القريتين بهذه المادة، فيما تبقى قرى الشوادي وأولاد ليتيم وأولاد ثامن وأولاد سي لكحل، تتناوب على مياه نقب واحد في النهار لملء خزانين بطاقة استيعاب 300 م3 أسبوعيا، ويتم تحويله ليلا لتدعيم مركز البلدية التي تحتوي على 6 أنقاب، إلاّ أن تراجع منسوبها حال دون تلبية حاجيات سكانها البالغ عددهم قرابة 50 ألف نسمة؛ إذ كلهم أمل في انطلاق أشغال مشروع الشعبة الحمراء لتلبية حاجياتهم من الماء الصالح للشرب، وهو ما ذهب إليه رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد حمودة ليتيم، الذي أكد أن أزمة الماء ببلدية بيضاء برج لا يمكن القضاء عليها سوى بإنجاز مشاريع قطاعية جديدة، وحفر أنقاب إضافية مع وضع مشروع الشعبة الحمراء حيز الخدمة.