للمرابطين في غزة الصامدة، رفعت الأكف للدعاء بالثبات والنصر المبين، ومن مسرح الهواء الطلق مدّ جسر روحاني عماده »نشيد النصر والعزة.. صدى الجزائر في غزة« فنقشت غزة في الوجدان وخلدت في الروح خلود القدس مسرى الرسول ومهبط الأنبياء والرسل. الكلّ يهتف بصوت واحد »لبّيك غزة التي تأبى الخنوع والهوان"، »روحي فداك غزة التي تعطي اليوم أنبل الدروس في الصمود والمقاومة«، غزة الدّرة النفيسة الواقفة في وجه الفناء.. شهداؤك قوافل من حي الزيتون إلى تل الهوى من بيت لاهيا الى خان يونس... كل شبر فيها مشبّع بدم شهيد قدم حياته فداء للوطن... الوطن الذي ولد من رحم نسائه عز الدين القسّام ويحي عياش، الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، نزار ريان، وسعيد صيام وآخرون كثر. لغزة قرة الأعين وعزة أحرار هذا العالم، اجتمع نهاية الأسبوع الماضي، بمسرح الهواء الطلق المتضامنون معها والرافضون لما يعانيه أهالينا من معرفة صهيونية تدخل أسبوعها الرابع. المهرجان التضامني الذي دعت إليه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومؤسسة القدس الدولية حمل ألوان قضية العرب والمسلمين وجرحهم الغائر، وكان بمثابة صرخة رافضة للذّل والهوان ومنددة بما يقترفه بنو صهيون من مجازر وجرائم يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان، مخالفين بذلك جميع الأعراف غير آبهين بالأصوات الشاجبة بحجة الأمن القومي. من مسرح الهواء الطلق صدحت حناجر لأولى القبلتين وللثغور الصامدة بكلمات نزلت كالبلسم الشافي على الجرح الدامي، باعثة رسائل دعم مطلق وحماس فيّاض لمقاومة ترفض المساومة والتسوية، تؤكد مع كل قطرة دم شهيد أن غزة هي عنوان الكرامة وبوابة النصر والتحرير وأن الغزاويين من طينة كل ذرة منها حرة، وكل جنين في رحم أمه مشروع شهيد، وكل زقاق من أزقتها درب للنصر والتمكين، وفي كل منزل في غزة حفيد لصلاح الدين والقسّام. النائب الأول لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ محمد لكحل شرفاء، أكد في كلمة ألقاها نيابة عن الشيخ عبد الرحمان شيبان أن الجزائر جاهدت وانتصرت ولا ينبغي لها أن تتخلى عن الجهاد بكل أنواعه، بالنفس والمال والكلمة وقال: »واجبنا أن ندعم القضية الفلسطينية بجميع الامكانيات، مالا وسعيًا ومشاركة فهي مسؤولية أمام اللّه". واعتبر الشيخ شرفاء ما يحدث على الساحة العربية من عدم اتفاق وخنوع »فضيحة وذلا ورخصا« مرجعا ذلك الى هبوط الايمان وأضاف »علينا أن نراجع عقيدتنا، مواقفنا، معاملاتنا وسلوكاتنا حتى تعود إلينا هيبتنا«. من جهته، أكد السيد محمد دويبي ممثل مؤسسة القدس الدولية أن المقاومة بخير وعلى جهوزية كبيرة لتلقن العدو دروسا في المقاومة« مضيفا أن جنون الاسرائليين ما هو إلا دليل على فشله في تحقيق أهدافه المزعومة. السيد دويبي أوضح أن المقاومة لاتحتاج للخبز والسميد، بل تحتاج أهم من ذلك الا وهو الغطاء السياسي لممارسة حق الجهاد في وجه الغاصب. وعلى هتافات »سيري سيري للأمام، ياكتائب القسام« »نموت وتحيا فلسطين« قدمت فرقة »البهجة« اناشيد لغزة أولها بعنوان »سلام لغزة، لاناس ابرياء، لجموع الشهداء... سلام لغزة وقفت في وجه الفناء« والثانية »انصر يا اللّه غزة واحفظها لنا رمز العزة« وآخرها كانت بعنوان »في القدس فجّر غضب« وفيها: »أقسمنا من جبل الأوراس نحمي فلسطين بإخلاص فنوفمبر سوف يعاودنا حربا في الأقصى يشعلها«. »فلسطين عربية، تراب الأنبياء« هي فاتحة الوصلة التي قدمتها فرقة »البهاء« وتبعتها ب "ياغزة أنت اليوم رمز العزة وما نقبل من أحد عزاء« لتنطلق صرخة" هذه القدس استبيحت و»قسما باللّه«. ومع فرقة »العروة الوثقى« أطلّ جلول على الحاضرين لينشد "أنديرو اليد في ليد وانعاونوا خاوتنا راهم في غبينة غزة لحنينة". وأتبعها ب"رضيت باللّه ربا" وذلك قبل أن يفسخ المجال لفرقة »العروة الوثقى« في وصلات انشادية بعنوان »يا سائلي« »بكى اليتيم« و»لن نعترف بإسرائيل«. وأجمع الحاضرون بمسرح الهواء الطلق بضرورة تنظيم مهرجانات تضامنية انشادية نصرة لغزة لأنه أضعف الايمان علاوة على كونها مبادرة تضاف الى المبادرات الجزائرية الأخرى كجمع التبرعات والتبرع بالدم وغيرها من أشكال التضامن مع غزة الصامدة.