* email * facebook * twitter * linkedin اختارت الحرفية إسراء مباركي عضو بجمعية "تحدي المرأة الماكثة بالبيت" بعد أن أحيلت على التقاعد، أن تشغل وقت فراغها بإعادة إحياء بعض الحرف التقليدية التي لم تعد تلقى رواجا كبيرا لدى الأسر بعدما طغى كل هو مسوّق على حياتنا اليومية، حيث راحت تستذكر بعض وصفات الجدات المتعلقة بصناعة ما يسمى "معجون التبسي"، ولم تكتف بذلك وإنما أبدعت في طريقة عرضه، فجعلته يزاحم حلويات الأعراس في قاعات الحفلات؛ كنوع من التجديد والخروج عن المألوف. التقتها "المساء" مؤخرا بمناسبة مشاركتها في صالون تجهيز العروس. وعن صناعة الحلويات من مادة المعجون عدنا بهذه الدردشة. تقول الحرفية إسراء في معرض حديثها مع "المساء"، إنّ صناعة المعجون تُعد من أقدم الصناعات التقليدية، غير أنّ قلة قليلة فقط تتقن صناعتها بالطريقة التقليدية الصحيحة، وذلك نتيجة الجهل بأسرارها التي كانت الجدات تعرفها. وحسبها، فإنّ السر في نجاحها يكمن في حرصها في طفولتها، على تعلم كل ما هو تقليدي، خاصة ما تعلق منه بالطبخ، مشيرة في السياق، إلى أنّ عائلتها كانت من بين العائلات التي احترفت صناعة المعجون بكلّ أنواعه منذ القدم، الأمر الذي جعلها تتعلم الحرفة، وتتعهد بنقلها إلى أبنائها حتى تظل متوارَثة، خاصة أنّ السر في نجاحها مرتبط بالاطلاع على طريقة العمل والتحكم في الكميات المطلوبة سواء في الفاكهة أو في مادة السكر. التخصّص في صناعة المعجون بالطريقة التقليدية، حسب محدثتنا، كان انطلاقا من المنزل. وبعد أن لاقت الكمية المعدة إعجاب العائلة والمقربين تقول: "فكّرت في الترويج لها بمواقع التواصل الاجتماعي". وتضيف: "تعرفت على جمعية تحدي المرأة، التي شجعتني من خلال تمكيني من المشاركة في فضاءات العرض لتقريب هذه الحرفة التقليدية من المواطنين وتذكيرهم بها"، مشيرة إلى أن التفكير في رد الاعتبار لهذه الحرفة وجعلها حاضرة على الموائد، جعلها تفكر في عرضها بطريقة مختلفة، وبعدما كان يقدم المعجون في الصحون ارتأت أن تقدمه في شكل حلويات، لافتة إلى أن الفكرة لاقت ترحيبا كبيرا من المقبلين على الزواج؛ "تحويل المعجون من مجرد سائل يوضع في الصحون كوجبة ترافق قهوة الصباح أو "المساء"، إلى حلويات عصرية تقدم على طاولات الأفراح، وفي أشكال وألوان مختلفة كنوع من التغيير والإبداع وإضفاء لمسة عصرية؛ خروجا عن المألوف"، مضيفة: "أدرجت عددا من التعديلات على المعجون حتى يقدَّم كنوع من الحلويات؛ كتغطيته بالشكولاطة، وإرفاقه ببعض الفواكه الجافة ك "المشمش" و«البرقوق"، وإدخال بعض الأنواع الجديدة من المعجون كمعجون الدلاع، كل هذه الأفكار لاقت ترحيبا كبيرا، خاصة من المقبلين على تنظيم أعراس أو أفراح ويرغبون في الانفراد والتميز عن غيرهم". وعن مدى تأثير بعض التعديلات على خصوصية بعض الحرف والصناعات التقليدية أشارت محدثتنا إلى أنّ التعديل ومواكبة التطورات لا يمس مطلقا بخصوصية الصنعة أو الحرفة التقليدية، لكن ينبغي للحرفي أن يعرف كيف يزاوج بين الأصالة والعصرنة ليضمن استمرارية المادة التي يعمل عليها، مشيرة في السياق إلى أنها غيرت في شكل المعجون، غير أنه لايزال مصنوعا بالطريقة التقليدية، ويحافظ على ذوقه الطبيعي ونكهته القوية. وبالمناسبة أوضحت أنها في ما يخصّ تجهيز العروس أدرجت حلوى المعجون المصنوع على شكل كعيكعات، لتأخذها العروس معها إلى الحمام وتوزّعها على من يرافقها. كما اقترحت تقديم حلويات المعجون المصنوعة على شكل فواكه، كتحلية تقدَّم عندما تتصدر العروس". وتتطلع الحرفية إسراء للوصول إلى جعل حلوى المعجون من الحلويات التي تجد مكانا لها على طاولة أعراس الجزائريين، خاصة أنها، حسبها، من التحليات الطبيعية والصحية، ولم لا تكون كبديل للحلويات التي تُعرض اليوم بألوان وإضافات كيماوية مضرة بالصحة.