أغلب العائلات الجزائرية استغنت عن صناعتها في المنزل مع بداية موسم الأعراس والأفراح يكثر الطلب على الحلويات التي لا يمكن لكل أسرة جزائرية أن تفرط فيها لتقديمها للمدعوين والضيوف، وتحرص كل عائلة تقيم عرس ابنها أو ابنتها أن تنوع في أنواع مختلفة من الحلويات التقليدية والتي أخذت في السنوات الأخيرة لمسة عصرية وحتى أشكالا وأنواعا جديدة. مالك ز وإذا كانت العائلات الجزائرية في سنوات السبعينات والثمانينات وحتى بداية التسعينات كانت تصنع حلويات أعراس أبنائها بنفسها بمساعدة الجيران والأحباب والأقارب ولم تكن موضة شراء الحلويات من المحلات المتخصصة ومن " الحلواجيات " موجودة والتي دخلت "حيز الخدمة " منتصف التسعينات وبداية الألفية الثالثة، وأصبح الآن نادرا ما نجد أي عائلة تقيم فرح احد أبنائها تصنع الحلويات بنفسها، حتى أن الموضة انتقلت من المدن الحضرية إلى المدن الداخلية والمد اشر والقرى التي لم تعد هي الاخرى "تشمر على ذراعيها " لصنع الحلوى، فالعدوى انتقلت إليها مع انتشار المحلات المتخصصة في صنع الحلوى وكذا النساء وحتى الرجال الذين تعلموا حرفة صناعة الحلويات التقليدية وحتى العصرية منها والذين يعرفون يلقبون " بالحلواجي والحلواجية ". وبعد أن طلقت اغلب الأسر صناعة حلويات الأعراس في المنزل وأصبح الطلب أكثر من العرض وأصبحت هذه المهنة الجديدة تدر على صاحبها المال الكثير، انتشرت الكثير من المدارس التكوينية الخاصة التي أدرجت في برنامجها تعليم صنع حلويات الأفراح والأعراس التقليدية والعصرية، وحتى بعض المحترفين في هذه المهنة فتحوا بيوتهم لتعليم صنع وإعداد مختلف أنواع الحلويات خاصة المطلوبة بكثرة في الأعراس والأفراح، كما شملت عدوى تعليم صنع الحلوى أيضا المثقفين والذين يشتغلون مناصب عليا في الدولة كالأطباء والمحامين والأساتذة الجامعيين بعد أن أصبحت تدر هذه الحرفة المال الكثير خاصة في الفترة الصيفية أين تقبل العائلات الجزائرية على إقامة الأفراح كحفلات الزواج والختان وأفراح النجاح في الامتحانات، وفي هذا السياق أكدت لنا المحامية حسينة – ل أنها قررت أن تصبح حلواجية بعد أن لاحظت بأن هذه المهنة تدر على صاحبها المال والربح، فدخلت مدرسة لتعلم صنع الحلويات وتعلمت أسرار صنع مختلف أنواع الحلويات التقليدية والعصرية المطلوبة بكثرة في الأعراس والأفراح ، واستطاعت بفضل تفانيها وإتقانها العمل وحتى علاقتها بأهل مهنتها المحاماة أن يكون لها زبائن دائمين تتعامل معهم باستمرار، وأضافت المتحدثة بان عمل الحلواجية وإن كان يدر على الشخص الربح السريع إلا انه عمل متعب ويأخذ الكثير من الوقت والجهد باعتبار أن أنواعا كثيرة من الحلويات تتطلب الدقة والصبر في صنعها، مشيرة أن الفترة التي يكثر فيها عمل الحلويات هو فترة الصيف وكذا في الأعياد وتحديدا في عيد الفطر المبارك وكذا عيد الاضحى حيث أصبحت ربة البيت تعتمد عل شراء الحلويات بدل صنعها في المنزل بحجة ضيق الوقت. ويبدو أن الطلب الكبير على شراء الحلويات جاهزة سواء من محلات بيع الحلويات أو من الحلواجي جعل بورصتها في السوق ترتفع، ففي كل عام يزداد سعر هذه الحلويات رغم أن المواد التي تدخل في صناعتها لم تعرف ارتفاعا في السعر كالسكر، المكسرات، الزيت، فأسعار الحلويات التقليدية المطلوبة في الأعراس كالبقلاوة، العرايش، القنيدلات وأنواع آخرى جديدة لا يقل سعرها عن 60 دج للحبة الواحدة، بل ان محلات راقية تبيع القطعة الواحدة منها بسعر بين 120 و 150 دج. ومع كل هذا تزداد شراهة الجميع لاقتنائها وشرائها جاهزة بدل صنعها في المنزل في لمة عائلية افتقدناها منذ زمان ونحن لعودتها. مالك ز