عرف المعرض الثاني للإنتاج الأسري بالجزائر العاصمة، الذي نظمته جمعية الإرشاد والإصلاح بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي، إقبالا منقطع النظير من الزوار الذين استحسنوا الصناعة التقليدية التي جمعت بين الأصالة والعصرنة، خاصة أنه حمل شعار ”روائع الأنامل الجزائرية في الصناعة التقليدية” بمشاركة عدة ولايات. في لقائها مع ”المساء”، أكدت السيدة سليمة نويباة مسؤولة الورشات للصناعة التقليدية بالمكتب البلدي لجمعية الإرشاد والإصلاح لبلدية بوسعادة، أن الشباب يميل إلى الصناعة التقليدية، والدليل هو الإقبال الهائل على المعرض الذي يمثل رمز العروبة والأصالة والحفاظ على التراث. وأضافت : ” مجتمع دون ماض ليس له مستقبل، وشباب اليوم له ميل وحب كبيران للصناعة الحرفية، فلابد من تدعيمه وتقديم التسهيلات اللازمة له للمحافظة على الحرف التقليدية”. ويهدف المعرض حسب منظميه، إلى ”إبراز المنتوج الحرفي ومنح فرصة الاحتكاك فيما بين الناشطين في الصناعات الحرفية للحفاظ على الإرث الوطني”. ومن بين الأجنحة التي استقطبت عددا كبيرا من الزوار، تلك الخاصة بولاية ورقلة التي قدمت اللباس التقليدي للولاية، وعلى رأسه البرنوس الذي لقى استحسان العديد من العاصميين، حيث أفادت ”س. ن ” حرفية في صناعة النسيج، أن الطرز الخاص بمدينة تقرت يعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، وقالت : ”العائلات بمدينة تقرت تحرص على تعليم هذه الحرفة لأبنائها ولا يخلو أي بيت من ‘البرنوس'، ‘القندورة'، ‘الكاب' او ‘الحنبل' التقليدي”. وأضافت قائلة ”حافظنا على أصالة الألبسة رغم إدخال اللمسة العصرية على بعض التصميمات”. ويتميز ‘البرنوس' الورقلي بالرسومات التي تعكس طبيعة المنطقة على غرار الواحات والنخيل والصحاري والكثبان الرملية والجمال، أما الألوان فتتأرجح بين الحارة والترابية على غرار البني والأبيض المصفر والأسود”. وحول إقبال المواطن على اللباس التقليدي، أكدت الحرفية أن سكان مدينة تقرت لايستغنون على اللباس التقليدي في الحياة اليومية وأيضا في الأعراس التي لها ألبستها الخاصة. من جهة أخرى، كان جناح التزيين بالزهور يشهد حشدا من النساء اللواتي جلبتهن الألوان الزاهية للوسادات او ”البوف” الخاصة بالعروس، وما جاءت به الحرفية بودودة عائشة من ولاية الجزائر العاصمة من جديد، هو عصرنة ما كان يعرف بالسايف ”البرية”، أين توضع الملابس الداخلية للعروس، حيث استحدثتها على شكل صدفة أو ”كوكياج”. مصنوعة من الحرير مزينة بطرز تقليدي جمع بين العصرنة والأصالة، علما أن كل أعمالها مصنوعة باليد وتستغرق حوالي شهر كامل لخياطتها، وعن الأسعار قالت عائشة أنها تتراوح بين 1500 و2000 دج. صانعة الحلويات ميزاني حورية من البليدة، جاءت بالجديد في عالم الحلويات بنوع أسمته ب”المريوحات” وهي حلوة من اللوز، حيث قالت أن المرأة تبحث في كل مناسبة عن أنواع جديدة من الحلويات رغم أنها لا تستغني عن الحلويات التقليدية، وذلك راجع في بعض الأحيان إلى غلاء الحلويات المصنوعة من اللوز والجوز وهو ما يدفع بنا إلى ابتكار حلويات لذيذة وبمكونات بسيطة في متناول الجميع. من جهته، السيد رمضان بن غلب، مسؤول لجنة المؤسسات بالجمعية، أشار إلى ”أن هذه التظاهرة جاءت بهدف فتح الآفاق لتسويق المنتوجات التقليدية بأنامل شبابية، إلا أن أبرز العراقيل التي يعرفها هؤلاء تتمثل في شهادة الكفاءة التي تقدمها جمعية الآفاق والإرشاد غير الرسمية، فهي مجرد شهادة نهاية تربص وهي غير مؤهلة، ولهذا نطلب الاعتراف بها وتدعيم هؤلاء الشباب بقروض لإنشاء مشاريعهم الخاصة للمحافظة على التقاليد الجزائرية.