* email * facebook * twitter * linkedin تأهل المنتخب الوطني إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بقوة وبصعوبة، حيث أكد اللاعبون على رغبتهم في تحقيق الحلم، وحاربوا في ملحمة كبيرة دامت 120 دقيقة من عمر المباراة حبست الأنفاس، وهزت المشاعر وأبكت الرجال قبل النساء، مقابلة ستبقى في التاريخ، سيما بعد الصور التي بُثت للاعب بونجاح الذي كان يلوم نفسه، وبكى بحرقة لأنه ضيّع ضربة جزاء، أو عطال الذي ترك زملاءه مرغما؛ لأنه أصيب ولم يكن في مقدوره القتال إلى غاية نهاية المعركة، أو للمدرب بلماضي الذي اختلطت دموع الفرحة بالتأثر من رؤيته عطال يبكي. تأهل الفريق الوطني كان عن جدارة واستحقاق أمام فريق الفيلة الإيفوارية بضربات الترجيح، التي لم تكن سهلة أبدا، خاصة أن الخضر لعبوا مباراة كانت أقل من الناحية الفنية منذ بداية الدورة، بينما كان للمجهود البدني والقتال حتى الدقائق الأخيرة دور كبير في الحفاظ على حظوظهم حتى نهاية اللقاء. ورغم تراجع الأداء مقارنة بالمباريات الأولى، إلا أن النهاية كانت بردا وسلاما رغم الضغط الكبير الذي عاشه اللاعبون فوق الميدان، وكل المتتبعين للقاء سواء من كانوا في الملعب أو عبر شاشات التلفزيون. في مصر أم الدنيا، أبهر المحاربون كل الدنيا رغم أنهم لم يظهروا بمستواهم المعهود، وهذا لعدة أسباب، أولها لعبهم على الساعة الخامسة؛ حيث الحرارة والرطوبة عاليتين، ثم إصابة عطال، إلى جانب التعامل الجيد من كوت ديفوار وقوة لاعبيه رغم الخسارة، وكانت البداية مع ضغط الإيفواريين على الجزائر، حيث نوّعوا الضغط من المناطق المتقدمة وبين وسط الملعب، وهو ما حرم الخضر بشكل كبير، من الخروج بالكرة بأريحية كبيرة. كما عرف الخصم كيف يضيق المساحات التي استغلها زملاء فيغولي في المباريات السابقة، وتم التسجيل من خلالها، فلم يجد بونجاح المساحة اللازمة للتحرك إلى جانب بلايلي، ولم تظهر الجمل الثنائية والثلاثية مع محرز ولاعبي الوسط كالمعتاد.وساهمت الرقابة اللصيقة على بونجاح وعزله عن ثلاثي الوسط في إبطال مفعول سلاح الكرات العالية للفريق الوطني، فلم يظهر بالقدر الكافي في اللقاء، خاصة أن بناء اللعب من الخلف للأمام والتدرج بالكرة لم يكن حاضرا، ليبقى السلاح الثالث والأهم الأطراف؛ بن سبعيني وعطال.وخسر المنتخب الوطني بإصابة يوسف عطال سلاح مهم بعد 25 دقيقة من انطلاق اللقاء، خاصة أن بن سبعيني يميل أكثر للتحفظ الدفاعي، كما هي حال زفان الذي شارك بديلا في الرواق الأيمن. كما خسر رياض محرز المساندة الهجومية المطلوبة بخروج عطال، وهو ما سهّل للاعبي كوت ديفوار مهمة رقابته، وساهم في هبوط مستوى منتخب الجزائر في اللقاء خاصة في الشوط الثاني والأشواط الإضافية، وتراجع المردود البدني للاعبيه بسبب عامل الطقس الحار بدون شك، وهو ما ألقى بظلاله على مردود لاعبي الوسط، وفي مقدمتهم بن ناصر النشيط. كما أن تغييرات بلماضي بسحب بونجاح واللعب بسليماني قلّلت من الضغط على دفاع كوت ديفوار، فقد نجح فيغولي في تسجيل الهدف الأول بعد ضغط بونجاح، إلى جانب محرز الذي جاء استبداله مريحًا لدفاع المنافس. ورغم دخول آدم أوناس بديلا لمحرز، لكنه لم يجد الدعم الكافي بسبب هبوط المردود البدني خاصة لفيغولي وقديورة وبن ناصر، الذين بذلوا مجهودًا كبيرًا. وفي النهاية لعب أندي ديلور على حساب فيغولي، فلم تصنع تغييرات بلماضي الفارق، حيث كان دخول ديلور متأخرا بعد أن لوحظ التعب الكبير على فيغولي. ومهما يكن فإن الفريق الوطني استطاع أن يبلغ نصف النهائي السابع له في مثل هذه المنافسة القارية الكبيرة، وبقيت أمامه خطوة تعدي نيجيريا يوم الأحد، الأمر الذي لن يكون سهلا أيضا، ومنه بلوغ النهائي، واللعب دائما بالقلب من أجل افتكاك هذا التاج للمرة الثانية للجزائر منذ 1990.