سيشهد المعهد الوطني للتكوين المهني لولاية جيجل تخرج خمس دفعات بمجموع 150 متربص وممتهن بينهم دفعات في تخصص اشغال البناء ستتخرج لأول مرة على غرار التخصصات الاخرى، وقد تم تسجيل حوالي 2000 متربص وممتهن منذ شهر سبتمبر 2008 منهم ستون بالمائة إناث واربعون بالمائة ذكور ويوجد ضمنهم 21 متربصا ومتربصة اجانب قدموا من الدول الافريقية بحصولهم على منح التكوين في الخارج وهم من التشاد، مالي، الكونغو، كوت ديفوار والكونغو برازافيل. وسيعرف المعهد مع انطلاق الدورة الخاصة بالدخول في شهر فيفري القادم، اضافة تخصصات جديدة تتعلق بالبيئة والمحيط لتكوين تقنيين سامين في مجال البيئة والنظافة، تسيير واسترجاع النفايات واستغلال المياه، حيث استلم المعهد تجهيزات بيداغوجية لتزويد المخبر اللازم لذلك بكافة الوسائل التي يتطلبها، فيما اقترح على الهيئة الوصية فتح المجال امام الراغبين في الحصول على شهادة تقني سام في التبريد الصناعي والتكييف وقد حصل العهد على التجهيزات اللازمة، فيما سيتم الانتهاء من انجاز الورشة الخاصة بذلك في القريب العاجل. وتشغل الإناث حوالي سبعين بالمائة من نسبة التكوين الإقامي في مجال الإلكترونيك والصيانة المتعلقة بأجهزة الاعلام الآلي وفرع المكتبية الذي يعد جديدا على المتربصين بذات المعهد، على غرار التمهين الذي يشمل تسيير الموارد البشرية، مساعد التوثيق والارشيف كاتبة مديرية وفرع مسير اشغال البناء الذي ولجت في عالمه الممتهنات لأول مرة. ويشغل الذكور ما نسبته اربعين بالمائة من قطاع التمهين في الاشغال العمومية والبناء، ثلاثين بالمائة من قطاع التكوين في مجال الإلكترونيك الصناعية وصيانة اجهزة الإعلام الآلي. وقد تم تقليص مدة التكوين في اطار التمهين لنيل شهادة تقني سام من ستة وثلاثين شهر الى ثلاثين شهرا لتتساوى مدته مع مدة التكوين الاقامي. كما سجل ما يناهز 500 متربص لنيل شهادة تقني سام في اختصاص الإعلام الآلي فرع نظام المعلومات الذي يعد جديدا هو الآخر بالمعهد، وقد فتحت فروع منتدبة لهذا الغرض على مستوى تسعة مراكز تكوينية بالولاية بكل من زيامة المنصورية، العوانة، جيجل، الميلية وغيرها، وتم استبدال فرع التسيير في الإعلام الآلي الذي عرف تخرج عدد من المتكونين خلال السنوات الفارطة بفرع نظام المعلومات، وذلك باقترح من مجلس المكونين الذي اراد إحداث توازن في سوق العمل بالنسبة للمتخرجين فيما لم يتم إلغاء أي تخصص حسب ما ذكره مدير الدراسات السيد بن عزيزة بمكتبه ل »المساء« خلال تواجدها هناك. وأكد لنا محدثنا ان الطلب على كل التخصصات يعد كبيرا باعتبار أن ذات المعهد هو الوحيد على مستوى الولاية. ويتوقع مدير الدراسات تضاعف نسبة المتربصين وزيادة الطلب على التكوين في غضون سنتين من الآن. مذكرا في ذات السياق أنه تم تسجيل عملية انجاز جناحين بيداغوجيين على مستوى المعهد قصد توسيع طاقة الاستيعاب بما يقارب ضعف الطاقة المسجلة حاليا، وذلك ضمانا لفرص تكوين شباب الولاية من جهة، وشباب الولايات المجاورة من جهة أخرى، لأنهم باتوا يفضلون هذا المعهد بالنظر الى سمعته من حيث طاقمه البيداغوجي الذي يتميز بالخبرة والكفاءة في مجال التكوين. وعلى الرغم من ان المعهد يحظى بسمعة جيدة ويستقطب العدد الهائل من الراغبين في التكوين، يبقى هناك عائق كبير وخطير مسجل يقف في وجه المتربصين الذين يجازفون بحياتهم ازيد من مرتين في اليوم لاجتياز الطريق السريع والمزدوج رقم 43 للوصول الى المدخل الرئيسي للمعهد، في ظل انعدام جسر خاص بالراجلين بذات المكان، لاسيما وان هناك من المتربصين من لهم اعاقة، فيما يعرف المعهد نقصا في عدد المؤطرين الإداريين مقارنة بالعدد المتزايد للمتربصين والممتهنين، وهو الشيء الذي تترتب عنه ضغوط العمل على الإداريين حيث تتضاعف برامج عملهم حسب بعض الشهادات، زيادة على نقص عدد الاساتذة المؤطرين اذ يصل عدد الاساتذة العاملين بصفة مؤقتة ثلاثة اضعاف الاساتذة العاملين بصفة دائمة حسب ما ذكره مدير الدراسات. ويرى محدثنا السيد بن عزيزة ان استحداث حقل للتكوين في مجال صيانة الاجهزة الطبية، اجهزة التبريد وغيرها من الاجهزة الصناعية، امر جدير بالاهمية، كون المعهد متخصص في صيانة انظمة الاعلام الآلي في الاصل. من جانبهم، أعرب لنا بعض المتربصين عن املهم في ان تنشأ على مستوى ولاية جيجل معاهد اخرى تختص بالتكوين في مجالي السياحة والفلاحة.. مبررين ذلك بطبيعة التكوين الجغرافي والعامل البيئي. وللإشارة، فقد استفاد العديد من شباب الولاية بعد ان تكونوا في مجال صيانة اجهزة الاعلام الآلي، من فتح ورشات إصلاح خاصة بهم.