* email * facebook * twitter * linkedin ينتظر أن يترأس وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان رفقة نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو بعد غد الخميس، بمقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، اجتماعا للدول المعنية بالأوضاع في ليبيا على أمل تحقيق إجماع لعقد مؤتمر دولي لإخراج هذا البلد من دوامة الحرب الأهلية التي يتخبط فيها منذ سنة 2011. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسي عشية انطلاق أشغال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة الأممية إن الهدف من وراء تحركات بلاده يبقى تغليب مقاربة الحل السياسي في هذا البلد، وبدعوى استحالة تحقيق تسوية نهائية عبر القوة العسكرية. وأضاف لودريان، أن الذين يعتقدون بإمكانية حسم الموقف في ليبيا بالقوة العسكرية مخطئون في حساباتهم ويعملون على جر البلاد نحو منزلق خطير"، في تلميح واضح الى اللواء المتقاعد خليفة حفتر والدول الداعمة له عسكريا ومختلف أطراف النزاع الليبي الأخرى التي رفضت في 7 سبتمبر الجاري، دعوة الأممالمتحدة لإعادة إطلاق مباحثات بين الأطراف المتنازعة. فهل يعني ذلك أن باريس أعادت النظر في مواقفها تجاه الأزمة الليبية؟ بعد أن راهنت على قوات خليفة حفتر لحسم الموقف في هذا البلد، وجعلت الوزير الأول الليبي فايز السراج، يطالبها بتوضيح حقيقة موقفها من النزاع وجعلتها تدخل في صراع معلن مع ايطاليا التي كانت تراهن على الحل السياسي لهذه الحرب. وتكون السلطات الفرنسية بعد هذا الانقلاب في مواقفها قد اقتنعت باستحالة تغليب خيار القوة في أزمة جذورها سياسية، وحتمت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القيام بزيارة الى روما الأسبوع الماضي، كانت الأزمة الليبية احد محاورها الرئيسية وجعلت وزيرها للخارجية يؤكد أمس، أن الوقت قد حان من اجل إنهاء هذه الدوامة، معبّرا عن أمله في أن يكون اجتماع هذا الخميس، خطوة أولى تسمح بعقد مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية. وكشف لودريان، أن الاجتماع الذي سيضمن رئاسته رفقة نظيره الايطالي لويجي دي مايو، سيعرف مشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وألمانيا والإمارات العربية ومصر وتركيا، بالإضافة إلى منظمات إقليمية كالاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. وتفادى رئيس الدبلوماسية الفرنسي الحديث عن دور اللواء حفتر في المعادلة الليبية، وقال إنه لن يتكلم عن دوره، والأولوية في ذلك تبقى لليبيين في إطار الحوار الليبي الليبي الذي سيتمخض عن المؤتمر الدولي المرتقب. وتواصل قوات هذا الأخير حربها ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس منذ 4 أفريل الماضي، في محاولة لبسط سيطرتها على العاصمة طرابلس والإطاحة بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. ورفض حفتر، كل النداءات لوقف هذه الحرب مستعينا في ذلك بدعم من قوى أجنبية وإقليمية ممن راهنت عليه لحسم الموقف العسكري، ولكنه فشل في تحقيق هدفه بعد أن قامت قوى إقليمية أخرى بدعم قوات حكومة الوفاق ضمن صراع مصالح أطال في عمر الحرب وزاد في درجة معاناة الشعب الليبي. وهو الواقع الذي يدفع الى التأكيد انه يتعين على فرنساوايطاليا وكل الدول الأخرى المهتمة بوقف صراعاتها المعلنة والخفية حول الكعكة الليبية، والالتزام بقرار الأممالمتحدة المانع لكل تدخل أجنبي في الشأن الليبي وإقناع الليبيين بتسوية مشاكلهم، وبدون ذلك فإنه مهما كانت المؤتمرات وثقل المشاركين فيها فإن الحرب لن تتوقف، بل إن ليبيا أصبحت بفعل ذلك مهددة بانقسام وشيك.