النازحون بالآلاف وحفتر في أوروبا ليبيا.. ساحة الحرب التي لا تنتهي أعلن قصر الإليزيه أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر سيزور باريس الأسبوع المقبل ويلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بينما تفيد التقارير الميدانية بأن قوات حكومة الوفاق قتلت وأسرت عددا من جنود حفتر جنوبطرابلس. ق.د/وكالات أوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ماكرون سيبحث مع حفتر شروط إحياء أو استئناف الحوار السياسي بالتنسيق مع الأممالمتحدة وشركاء باريس. وتعليقا على الزيارة قالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن موقف باريس الرسمي هو ضرورة التوصل إلى حل السياسي في ليبيا تحت إشراف الأممالمتحدة مضيفة أن باريس تدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج. وكان ماكرون دعا الأسبوع الماضي إلى وقف إطلاق النار في ليبيا بعد اجتماعه مع السراج المدعوم من الأممالمتحدة. وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن الوضع في ليبيا مقلق جدا لأن خارطة الطريق التي قدمتها الأممالمتحدة والتي كادت تصل إلى خواتيمها السعيدة في أبو ظبي (نهاية فيفري الماضي) أُفشلت بسبب خطوة أقدم عليها المشير حفتر وبسبب خطوة أو بالأحرى غياب خطوة من قبل رئيس الحكومة فائز السراج . مساع أوروبية يشار إلى أن حفتر التقى الخميس المنصرم رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي وسط مساع أوروبية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وجاء في بيان لمكتب كونتي أكد رئيس الوزراء مجددا على الحاجة للاتفاق على وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن لتجنب أزمة إنسانية في البلاد وحماية أوضاع الشعب الليبي الصعبة بالفعل . وندد الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي بهجوم قوات حفتر على طرابلس واعتبره خطرا على الأمن الدولي داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا. قتلى وأسرى ميدانيا أفادت مصادر عسكرية للجزيرة بأن 15 من مسلحي قوات حفتر قتلوا في اشتباكات الجمعة مع قوات حكومة الوفاق الوطني في منطقة عين زارة جنوبي العاصمة طرابلس. وذكرت المصادر أن القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا أسرت ثلاثة من جنود حفتر في المنطقة نفسِها. وتشن قوات حفتر هجوما على العاصمة طرابلس منذ الرابع من افريل الماضي لكنها فشلت في اختراق التحصينات التي ضربتها حكومة الوفاق حول وسط المدينة. ويقع في طرابلس مقر الحكومة المعترف بها دوليا لكن بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا تدعم حفتر من أجل محاربة من تسميهم المتشددين. في سياق متصل طالبت النائبة الألمانية سفيم داجدلين حكومة بلادها بحظر تصدير السلاح إلى مصر لضلوعها في حرب اليمن ومشاركتها على نطاق واسع في حرب ليبيا . أكثر من 75 ألف نازح من جانبها أعلنت الأممالمتحدة أن أعداد النازحين جراء القتال بالعاصمة الليبية طرابلس والمناطق المحيطة بها بلغ أكثر من 75 ألف شخص. جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها استيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بنيويورك. وقال دوغريك إنه تم التحقق من الخسائر البشرية الإضافية في أعقاب الضربات الجوية على قصر بن غشير (جنوبطرابلس) الثلاثاء الماضي حيث تم توثيق مقتل 29 ضحية كلهم مدنيين. واستدرك قائلا: بما أن هذه الأرقام لا تشمل سوى الحالات التي يمكن التحقق منها بشكل فردي على أنها خسائر مدنية فيجب اعتبارها حدا أدنى . وأردف: تجاوز عدد الأشخاص النازحين بسبب الاشتباكات في طرابلس والمناطق المحيطة 75 ألف شخص مع نزوح 10 آلاف شخص خلال الأسبوع الماضي وحده . وأشار المتحدث الأممي أن الشركاء الإنسانيين يواصلون تقديم المساعدة حيثما يسمح الوصول . وأوضح أن أكثر من 34 ألف شخص تلقوا المساعدة حتى الآن ومع ذلك فإن الوصول والتمويل غير الكافيين يعوقان عمليات الاستجابة التي نقوم بها . ومنذ 4 افريل الماضي تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس في خطوة أثارت رفضًا واستنكارًا دوليين كونها وجهت ضربة لجهود الأممالمتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط. وتشهد ليبيا منذ 2011 صراعًا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وحفتر الذي يقود الجيش في الشرق.