تشرف المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية منذ 15 ديسمبر الجاري على دورة تكوينية لتأهيل 14 عون استغلال تابع لمؤسسة "طاسيلي للطيران" وذلك بمركز التأهيل والرسكلة لمركب المراقبة الجوية لوادي السمار بالعاصمة· وتندرج هذه الدورة في إطار برامج التكوين والتأهيل التي تتكفل بها مؤسسة الملاحة الجوية والتي تشمل علاوة على تكوين المراقبين الجويين، تأهيل تقني الاتصالات الجوية، التابعين لمختلف شركات الطيران المدني· ويتضمن برنامج الدورة الذي تم إقراره في إطار اتفاق شراكة بين المؤسسة وشركة طاسيلي للطيران، مجالي خدمة الإعلام الجوي، وشبكة الخدمة الثابتة للاتصالات الجوية، وهما مجالين أساسين في تنظيم وتنسيق حركة النقل الجوي، يستفيد منه العديد من أعوان الاستغلال في شركات الطيران على غرار شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي يتلقى تقنيوها تكوينا متواصلا بصفة دورية بمركز التأهيل والرسكلة التابع لمؤسسة الملاحة الجوية· وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر استثمرت خلال السنوات الخمس الأخير نحو 3 ملايير دينار لعصرنة هياكل المراقبة الجوية وتكوين عمال الحركة الجوية، بينما رصد لبرنامج التطوير المعروف باسم "ترافكا" الممتد إلى غضون سنة 2012 حوالي 70 مليون أورو مخصصة بالأساس لاقتناء تجهيزات عصرية، منها "طائرة مخبر" مخصصة لضبط معدات المراقبة ينتظر استقدامها قريبا، وإنشاء مركب جهوي للمراقبة الجوية بتمنراست لتغطية الأجواء بمنطقة الجنوب· وسبق لوزير النقل السيد محمد مغلاوي أن أكد بأن القطاع يراهن بشكل أساسي على عامل التكوين المتواصل للمراقب الجوي ولجميع العمال المكلفين بالاستغلال، على غرار المهندسين والتقنيين العاملين في مجال الصيانة التقنية، مشيرا إلى أن الجزائر وضعت في مرحلة أولى في سنة 2003، نظاما عالي التقنية في مجال المراقبة والأمن الجوي يعرف بنظام المعالجة الآلية لوظائف الحركة الجوية، الذي يتم استغلاله لتغطية المنطقة الشمالية بواسطة الرادارات الخمسة (الجزائر، وهران، عنابة، البيض والوادي)، فيما تم إنجاز مركز التأهيل والرسكلة مزود بجميع الوسائل البيداغوجية والتقنية والاتصالات الحديثة، بينما يتم في مرحلة ثانية تجسيد مخطط لتطوير تسيير المجال الجوي، لضمان مراقبة كل المجال الجوي الجزائري بواسطة الرادار، مع التزود بثمانية رادارات إضافية· وتندرج كل هذه الإجراءات ضمن برنامج تحديث الحركة الجوية وعصرنة نشاط المراقبة الجوية، الذي سيشرع في استغلاله برخصة المراقب الجوي، التي سيتم استحداثها في 2008، وتمنح لأصحابها كل المؤهلات والصفات المتعارف عليها دوليا· للتذكير فإن حوالي 500 مراقب جوي يعملون حاليا بالجزائر على تنظيم الحركة الجوية بالجزائر التي تعد سنويا نحو 300 ألف حركة جوية.