وقعت المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية أمس، مع المؤسستين الفرنسية "ألفا إيربورت" والألمانية " تالس· أتي· أم" على عقدي اقتناء تجهيزات الاتصال الجوي والإشارات الضوئية التي سيتم وضعها على مستوى المطارات الجزائرية ولا سيما بالجنوب، وبالمناسبة تم الكشف عن عملية تجهيز مطار الجزائر بداية من جوان المقبل بأول رادار سطحي يمكن من مراقبة كل العربات المستقرة والمتحركة ومتابعة كل حركة تجري على مستوى مدارج المطار وذلك تعزيزا للإجراءات الأمنية المطبقة على مستوى هذه المنشأة الحيوية· من جانب آخر تعمل المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية جاهدة هذه الأيام على تحضير الانطلاق في عملية تسليم رخصة المراقب الجوي مع مطلع شهر جوان القادم، حيث أبرز السيد حسين بن شعبان الرئيس المدير العام للمؤسسة، أن الجزائر ستكون من بين الدول السباقة في اعتماد رخصة المراقب الجوي والتي فرضتها المنظمة الدولية للطيران المدني على كل الدول، مشيرا إلى أن أهمية هذه الشهادة تكمن بشكل أساسي في حماية المراقبين الجويين وضمان حقوقهم الطبيعية، لا سيما وأنها لا تقتصر على تأكيد الكفاءة المهنية للمراقب الجوي مع منحه كل المؤهلات والصفات المتعارف عليها دوليا، فحسب وإنما تضمن له أيضا رعاية ومتابعة صحية دورية· ويندرج العقدان المبرمان مع المؤسستين الفرنسية والألمانية، أمس في إطار استكمال إجراءات تنفيذ برنامج تطوير وعصرنة نظام الملاحة والمراقبة الجوية، الذي أنهت المؤسسة الحصة الكبرى منه مؤخرا، ويلزم العقد الأول المبرم مع المؤسسة الفرنسية "ألفا إيربورت" هذه الأخيرة بتزويد المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية ب8 أنظمة إشارات ضوئية وذلك في غضون 10 أشهر، لتتولى المؤسسة الوطنية بعد ذلك تنصيب هذه الأنظمة بمدارج 8 مطارات جزائرية معظمها بولايات الجنوب، ويتعلق الأمر بمطارات أدرار، القليعة (المنيعة)، عين صالح، برج باجي مختار، غرداية، عين قزام، سطيف والشلف· أما العقد الثاني المبرم مع المؤسسة الألمانية "تالس· أتي· أم" فيشمل اقتناء أنظمة اتصالات جوية منها 9 أجهزة اتصال متخصصة (فور) و4 أجهزة للمعاينة والقياس عن بعد (دي· أم· أو)، وهي تجهيزات متطورة تستخدم لضبط تموقع الطائرات أثناء التحليق، وسيتم وضع معظم هذه التجهيزات المقرر تسليمها في غضون 5 أشهر على مستوى مناطق المراقبة الجوية بالجنوب الجزائري مثل تندوف، عين قزام، برج باجي مختار وبني عباس· ويرتقب أن تدشن المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية في جوان المقبل الرادار السطحي الذي يعد الأول من نوعه في الجزائر، والموجه لمراقبة كل العتاد المتحرك على مستوى أرضية مطار الجزائر، بما فيها الطائرات وعربات الشحن وسيارات الهيئات المتخصصة المرخص لها بدخول هذه المنطقة الحساسة، مما يمكن السلطات المكلفة بتأمين مطار الجزائر من ضبط كل التحركات المشبوهة داخل هذه المنشأة الحيوية، فيما سيتم يوم 3 أو 4 ماي المقبل الإعلان عن مناقصتين دوليتين لإنجاز أكبر مشروع في برنامج التطوير والعصرنة ويتعلق الأمر بالمركب الجهوي للمراقبة الجوية الذي سيتم تشييده بولاية تمنراست، وتخص المناقصة الأولى تشييد المركب فيما تتعلق الثانية بتجهيزه، على أن تكتمل كل عمليات البرنامج خلال الصائفة القادمة بتوقيع العقود الأخيرة المتضمنة إقتناء 29 نظاما إلكترونيا لهبوط الطائرات "إي· أل· أس" وتجهيزات للوقاية من الحرائق و25 جهازا للضبط الدقيق لمسارات هبوط الطائرات (بابي)· ويهدف مشروع المركب الجهوي للمراقبة الجوية بولاية تمنراست، الذي يندمج بشكل تام في مسعى برنامج رئيس الجمهورية لدعم النمو المتوازن بين كافة مناطق البلاد، بتخصيص حصص معتبرة لإنعاش دعائم التنمية في مناطق الهضاب العليا والجنوب الجزائري إلى تعزيز التغطية الوطنية لنشاط المراقبة الجوية وتوسيع النشاط وتفعيله عبر مختلف جهات الوطن، ولاسيما عبر الأجواء الجنوبية التي تشهد تطورا ملحوظا في حركة النقل الجوي خلال السنوات الأخيرة·وقد رصد لبرنامج تطوير وعصرنة نظام الملاحة والمراقبة الجوية الممتد إلى غضون سنة 2012 حوالي 70 مليون أورو مخصصة بالأساس لاقتناء التجهيزات العصرية، وضمان التكوين والتأهيل بشكل متواصل للإطارات المتخصصة، ولا سيما المراقبين الجويين البالغ عددهم على المستوى الوطني نحو 600 مراقب جوي، سيتم تعزيز أدائهم بالرخص المهنية التي سيشرع في تسليمها بداية من جوان المقبل·