دعا وزير النقل السيد عمار تو، أمس، مسؤولي المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية، إلى استكمال تجسيد كل المحاور والأهداف المدرجة في إطار برنامج تطوير نظام تسيير المراقبة الجوية، ولا سيما من خلال تسريع وتيرة بعث مشروع المركز الجهوي للمراقبة الجوية بتمنراست واستغلال المراقبة بالرادار في مهام قيادة وتوجيه الطيارين. وأبرز السيد تو بمناسبة زيارته الميدانية للمركز الجهوي للمراقبة التقنية الكائن بالشراربة بالعاصمة، أهمية تثمين الإمكانيات التي يتوفر عليها هذا المركز، والتي تجعل منه أحد أهم وابرز مراكز المراقبة الجوية على الصعيدين القاري والجهوي، ولاسيما فيما يتعلق بنظام المراقبة بتنسيق المعطيات عبر الساتل والذي تنفرد به الجزائر على المستوى الجهوي وينتظر أن تستفيد منه الهيئات الفرنسية قريبا وكذا جانب تكوين وتأهيل المراقبين الجويين، الذي يتم على مستوى مركز التأهيل والرسكلة المدعم بنظام المحاكاة الذي يسمح بتدريب المتكون على مختلف الظروف الطبيعية التي تواجهه أثناء تأدية عمله. وحسب مسؤولي المؤسسة فقد استفاد أزيد من 450 مراقبا جويا من دورات تأهيلية بهذا المركز منذ تدشينه من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في 2003 . واستعرض وزير النقل الذي وقف على التجهيزات الحديثة التي يتوفر عليها مركز المراقبة، مختلف محاور برنامج تطوير نظام المراقبة الجوية الذي شرعت في تجسيدها المؤسسة، والمتمثلة في مخطط عصرنة النظام المعروف ب"ترافكا" وكذا مخطط تطوير تسيير الفضاء الجزائري الذي يندرج في إطاره مشروع انجاز مركز جهوي للمراقبة الجوية بتمنراست، الذي سيتولى المراقبة بالرادار للحركة الجوية بمناطق الجنوب الجزائري. وتشرف العملية الأولية لبعث هذا المشروع الذي تقدر تكلفته ب8 ملايير دينار، على الانتهاء مع استكمال الإجراءات المتعلقة بصفقة التجهيز المقرر خلال الأسبوع القادم، بينما انتهت المؤسسة من الجانب المتعلق بصفقة أشغال البناء التي سيتكفل بها مجمع جزائري مصري، على أن تنتهي كل أشغال البناء في 20 شهرا، ليكون المركز عمليا في غضون صائفة 2010، حسب السيد حسين بن شعبان الرئيس المدير العام للمؤسسة. وقد أعرب وزير النقل من جهته عن أمله في أن تساهم الجهات المعنية بالصفقة في تسريع وتيرتها، وذلك لما لهذا المشروع من أهمية في ترقية أداء المراقبة الجوية للفضاء الجزائري الذي يعرف اليوم حركة كثيفة بمعدل 320 ألف حركة جوية في السنة. كما دعا المؤسسة من جانب آخر إلى استكمال الأهداف المدرجة في محور عصرنة المراقبة الجوية بالرادار، والتي تم إقرارها في مخطط "ترافكا"، ويتعلق الأمر بتعميم نظام توجيه الطائرات بالرادار، والذي يرى فيه أخصائية المركز مجازفة كبيرة قبل إنهاء برنامج تكوين صارم للمراقبين في هذا المجال، وهو ما يرتقب إنهاؤه في الثلاثي الثالث من العام المقبل. مع الإشارة إلى أن المراقبين الجويين الجزائريين يعملون اليوم على نظام المراقبة بالرادار ونظام مرافقة الطيارين بالردار، في انتظار استكمال المحور الثالث المتمثل في نظام توجيه الطائرات بالرادار. للتذكير فإن البرنامج الاستثماري الذي شرعت فيه المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية منذ سنة 2003، يشمل وضع نظام عالي التقنية في مجال المراقبة والأمن الجوي يعرف بنظام المعالجة الآلية لوظائف الحركة الجوية، يتم استغلاله لتغطية المنطقة الشمالية بواسطة الرادارات الخمسة (الجزائر، وهران، عنابة، البيض والوادي)، فيما تم إنجاز مركز التأهيل والرسكلة المزود بجميع الوسائل البيداغوجية والتقنية والاتصالات الحديثة، بينما يتم في مرحلة ثانية تجسيد مخطط لتطوير تسيير المجال الجوي، لضمان مراقبة كل المجال الجوي الجزائري بواسطة الرادار، مع التزود بثمانية رادارات إضافية. وتندرج كل هذه الإجراءات ضمن برنامج تحديث الحركة الجوية وعصرنة نشاط المراقبة الجوية، الذي سيشرع في استغلاله برخصة المراقب الجوي، التي تم الانطلاق في التحضير لها منذ أسابيع، لتمنح لأصحابها كل المؤهلات والصفات المتعارف عليها دوليا.