* email * facebook * twitter * linkedin أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، أمس، أن الهبة الشعبية والمسيرات السلمية، تبشر باقتراب انفراج الوضع والمرور بالجزائر إلى بر الأمان، بفضل تصميم الشعب الجزائري وإصراره، عبر كامل ربوع الوطن على المشاركة بقوة في الاستحقاق الرئاسي المقبل يوم 12 ديسمبر 2019 والتفافه حول جيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني"، دعما لموقفه الصادق والمخلص وإيمانا تاما وعن قناعة بصوابية مقاربته العقلانية والموضوعية لتجاوز المرحلة التي تمر بها البلاد". وقال الفريق أحمد قايد صالح أمس، خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران، إن ما تشهده البلاد في الفترة الأخيرة من هبّة شعبية قوية ومسيرات سلمية، تعكس قوة الإرادة الشعبية لتخطي هذه المرحلة الحساسة التي تشهدها الجزائر، مشيدا في هذا الصدد بالرد القوي للشعب الجزائري في التعبير عن رفضه و«بشكل قطعي" محاولة البرلمان الأوروبي التدخل في شؤونه الداخلية. وإذ أوضح أن هذه المقاربة البناءة لا غاية لها سوى خدمة المصلحة العليا للوطن والحفاظ على أمنه وعلى سكينة شعبه، فقد أكد نائب وزير الدفاع الوطني في الكلمة التوجيهية التي بثت إلى جميع وحدات الناحية عبر تقنية التخاطب المرئي أن الشعب الجزائري "الأصيل استحسن بشدة وبارك المواقف التي عبرت عنها المؤسسة العسكرية بكل وضوح ومنذ بداية الأزمة وإلى غاية اليوم، وقدرها حق قدرها انطلاقا من الثقة الكبيرة التي يضعها في جيشه العازم على مواصلة أداء مهامه بكل عزم وتصميم مهما كانت الظروف والأحوال"، معتبرا "أن هذا الجيش الذي يظل شغله الشاغل، لاسيما في هذه الظروف الخاصة التي تعيشها بلادنا، هو تأمين الجزائر أرضا وشعبا وحفظ استقرارها واستقلالها وسيادتها الوطنية، لهو جيش جدير بالاحترام والتوقير والمؤازرة". وتابع قائلا "هذا الشعب الذي نحن من صلبه ونعرفه جيدا ونقدره كل التقدير، طالما استطاع أن يجابه جميع المحن مهما عظمت، بفضل وفائه وإخلاصه لمبادئه الوطنية وقيمه العريقة وكذا بفضل مرافقة المؤسسة العسكرية، التي انتهجت استراتيجية متبصرة وحكيمة عكفت على أعمالها عبر مراحل وأشواط، واكبت بكل انسجام وتبصر مطالب وتطلعات هذا الشعب الأبي". وأكد الفريق قايد صالح أن الشعب "يرد بقوة على هذه المحاولات اليائسة من خلال مسيراته الحاشدة عبر كافة أرجاء الوطن ويقف وقفة رجل واحد بكافة فئاته في أروع صور التضامن والتآزر والتلاحم، رافضا وبشكل قطعي محاولة البرلمان الأوروبي التدخل في شؤون بلاده الداخلية، ملقنا العالم أجمع درسا في الوطنية الحقة"، في حين أضاف أن الاستحقاق الرئاسي المقبل "يمثل استكمالا لا رجعة فيه لمشوار الفاتح من نوفمبر 1954". الشعب الجزائري لقن العالم أجمع درسا في الوطنية الحقة وقال في هذا الشأن، "لقد قلتها في مداخلتي أمام إطارات ومستخدمي قيادة القوات الجوية يوم الأربعاء الماضي 27 نوفمبر، بل وفي مناسبات أخرى سابقة إن هذا الشعب الأصيل، الذي يعي جيداً خطورة الدسائس التي تحاك في مخابر التآمر في الخارج وأساليب الخيانة والعمالة في الداخل من خلال استنجاد العصابة بأطراف خارجية، قلت إن هذا الشعب سيرد في الوقت المناسب على كافة محاولات التدخل في شؤونه الداخلية"..."ملقنا العالم أجمع درسا في الوطنية الحقة ومثبتا أن للجزائر رجال ونساء قادرون على الدفاع عنها، لأنهم وبكل بساطة ينتمون لشعب المعجزات الذي يدرك معنى السيادة الوطنية ويقدرها حق قدرها، لأنها تحققت بفضل تضحيات الملايين من الشهداء الأبرار". وأوضح نائب وزير الدفاع الوطني أن الشعب الجزائري "سيعرف كيف يرد أيضا على هؤلاء المتربصين به والمتآمرين على وطنه، من خلال إقباله بقوة يوم 12 ديسمبر القادم على صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية بكل نزاهة وحرية وديمقراطية، ليكون الرد بليغا وحضاريا وبمثابة صفعة مدوية أخرى في وجه هؤلاء المتطاولين على الجزائر، تضاهي قوتها تلك التي تلقوها من طرف أسلافنا الميامين منذ بداية الاحتلال الفرنسي سنة 1830، خلال المقاومات الشعبية الباسلة المتواصلة، مرورا بالثورة التحريرية المجيدة وإلى غاية الاستقلال، حيث لقنوا المحتل الغاشم أبلغ الدروس في حب الوطن والتمسك بالأرض ورفض الاستعباد مهما كانت التضحيات. وأكدوا للخونة والعملاء أن مصيرهم الحتمي هو الخزي والعار، فالوطن غال ونفيس لا يباع ولا يشترى مهما كان الثمن". وشدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن الجزائر "بهذه المواصفات وما تحمله من طموحات ذات السقف العالي، وما ترنو إليه من مستقبل يليق بعظمتها، هي التي تتشرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي اليوم وكل يوم بمرافقتها. وهي مدركة تمام الإدراك لمعاني وضخامة التضحيات التي قدمها الأسلاف من أجل صناعة تاريخ الجزائر الوطني المجيد، الذي يمثل وبكل قوة منارة يهتدي بها أبناء الجزائر المخلصين" . في هذا الإطار، أكد الفريق قايد صالح أنه، "هنا تكمن أهمية المنعرج الذي يكتسيه الاستحقاق الرئاسي المقبل، لأنه في الحقيقة يمثل استكمالا لا رجعة فيه لمشوار الفاتح من نوفمبر 1954، فإذا كان نوفمبر قد بشر بتحرير البلاد من دنس الاستعمار الفرنسي البغيض فإن ديسمبر سيكون له شرف استكمال بناء دولة الحق والقانون وفقا لمبادئ بيان أول نوفمبر". الجيش حريص على تمكين الشعب من حقوقه المشروعة كما جدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي تأكيد المؤسسة العسكرية على مرافقة الشعب الجزائري ولكافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها العدالة، مبرزا الحرص على تمكين الشعب الجزائري من الحصول على حقوقه الدستورية والمشروعة التي نادى بها عند انطلاقة المسيرات الشعبية، في انتظار تولي الرئيس المنتخب تحقيق بقية المطالب، في حين أشار إلى أن سفينة الجزائر راسية في ميناء أمنها وسلامتها بدون شك. وأوضح أن المؤسسة العسكرية منحت عبارة المرافقة المعنى السليم الذي تعنيه، ولم تجعل منها شعارا براقا فارغا، بل جعلت منها وسيلة راقية الأهداف، يشعر من خلالها الشعب الجزائري بأنه محل اهتمام، ومحط أنظار الجيش الوطني الشعبي، ويشعر من خلالها الجيش الوطني الشعبي في هذا الإطار الوقت بأنه مسؤول مسؤولية مطلقة، على تخطي شعبه هذه المرحلة في أجواء آمنة ومطمئنة، وأنه مسؤول على ضمان السير الحسن لكافة مؤسسات الدولة. وفي هذا السياق، أبرز نائب وزير الدفاع الوطني أيضا المسؤولية المطلقة للجيش على تطهير البلاد من دنس الفساد والمفسدين، من خلال مرافقة العدالة وتمكينها فعليا وبالملموس من أداء مهامها النبيلة وفك الارتباط مع كل الممارسات والسلوكيات الماضية التي تفرضها العصابة على العدالة، مشيرا إلى أن تحرير العدالة اليوم وانعتاقها من براثن المفسدين ومن كافة أشكال الإملاءات والمضايقات والضغوطات، هو ثمرة يانعة من ثمار مرافقة الجيش الوطني الشعبي لشعبه، ثمرة بدأ من خلالها المواطن الجزائري يشعر بأنه يعيش فعلا وليس قولا في دولة القانون. وقال الفريق قايد صالح "إن قمة رقي العدالة التي ننشدها هي تمكين القانون بأن يكون هو السيد وهو المعيار الأول والأخير الذي يستعمل في مكافحة كافة أشكال الفساد، وإننا نعتبر إحاكة الدسائس ونسج المؤامرات التي استطعنا أن نفككها ونفشل مراميها، من بين أخطر أشكال الفساد، فقمة الفساد هو أن يسعى المفسدون إلى خلق بيئة فاسدة تتلاءم مع طبيعتهم وسلوكياتهم، فتطهير مجتمعنا من هذه الآفات، هو واجب وطني حرصنا كثيرا من خلال مرافقة شعبنا على أدائه بصفة سليمة وجدية، بل وفعّالة. نائب وزير الدفاع الوطني وجه أيضا رسالة إلى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الأمن، طالبهم بأداء واجب توفير الأمن خلال الانتخابات، مشيرا إلى تمتعهم بحقوق دستورية وهي حق الانتخاب الذي سيؤدونه على غرار إخوانهم المواطنين، أي الإدلاء بأصواتهم خارج الثكنات، وفقا للإجراءات القانونية المطبقة في هذا المجال. واغتنم المناسبة لتوجيه شكره لأبناء القوات المسلحة "الذين يرابطون على تخوم الوطن وفي الثغور، بل عبر كل أرجاء الجزائر، مضيفا "أن هؤلاء بقدر ما يعتزون بانتمائهم إلى الجيش الوطني الشعبي، فشعبهم وجيشهم أيضا يفتخر بهم كثيرا ويعتز بأنه يحوز على هذه الطينة من الرجال الذين برهنوا أنهم، خير خلف لخير سلف، وأكدوا مرارا وتكرارا على قدرتهم العالية وعلى حسهم الوطني المسؤول وعلى وعيهم ونفاد بصيرتهم"، مضيفا أنه "معهم ومع أخيار الشعب باتت الجزائر محروسة ومصانة ومهابة الجانب وبفضلهم، بعد الله سبحانه وتعالى، تبقى محفوظة من كل سوء ومن كل مكروه". وفي ختام اللقاء، فسح الفريق قايد صالح المجال لإطارات وأفراد وحدات الناحية للتعبير عن اهتماماتهم وانشغالاتهم، حيث جددوا التأكيد على ولائهم اللامحدود للجيش الوطني الشعبي وللجزائر. وكان نائب وزير الدفاع الوطني مرفوقا باللواء مفتاح صواب، قائد الناحية خلال لقائه بإطارات وأفراد الناحية، بحضور ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية.