* email * facebook * twitter * linkedin تميز المشهد السينمائي للسنة المنتهية في الجزائر، بحضور مؤكد للمخرجين الشباب في المنافسات الدولية، رغم قلة العروض، التظاهرات والفعاليات السينمائية في البلاد، وتؤكد هذه الأعمال التي تبنها هؤلاء الشباب، منح نظرة شبابية للسينما في الجزائر، كما لقيت هذه الأعمال استلطافا من النقاد وتتويجا في المحافل السينمائية الدولية. فبعد نجاح فيلمه الوثائقي الطويل الأول "في راسي روبوان"، عاد المخرج الشاب حسان فرحاني إلى الواجهة هذه السنة بفيلم جديد "143 شارع الصحراء"، وهو عبارة عن بورتري مثير للاهتمام، لامرأة تملك مطعما صغيرا في ملتقى طرق بالصحراء الجزائرية. تحصل هذا الشريط في عرضه الأولي العالمي بمهرجان لوكارنو، على جائزة "أحسن مخرج صاعد". وتوج الفيلم أيضا في الجزائر وتونس وكوريا الجنوبية ومصر خلال هذه السنة، وقدم المخرج الشاب أمين سيدي بومدين الذي اشتهر بشريطين قصيرين هما؛ "غدا الجزائر؟" و«الجزيرة"، وهذه السنة فيلمه الروائي الطويل الأول "أبو ليلى" الذي دخل المنافسة في قرابة الثلاثين مهرجانا دوليا، وتحصل على جائزة أحسن فيلم "New Wave" في المهرجان الأوروبي للفيلم بإشبيليا (إسبانيا)، وجائزة النقد ب«سينماد" (فرنسا). كما فاز الممثل والمخرج الياس سالم الذي أدى دول البطولة في هذا الفيلم "بالتانيت الذهبي"، لأحسن أداء رجالي في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية بتونس، ومن بين الأعمال الشابة الأخرى التي تألقت؛ فيلم "بابيشا" للمخرجة منية مدور، حيث شارك هذا الفيلم في فئة "أسبوع النقد" في مهرجان "كان" السينمائي الأخير في فرنسا، وعرض أيضا في أكثر من عشرة مهرجانات سينمائية عبر العالم، على غرار فرنسا وبلجيكا وتونس وغيرها. إلى جانب المواهب الشابة التي عززت مكانتها في الفن السابع، عاد السينمائي المدهش، صاحب الأعمال المثيرة حميد بن عمرة، في 2019، بمولود جديد "تايم لايف" الذي شارك في مهرجانات بروسيا والولايات المتحدة. كما أنتج المخرج المخضرم مرزاق علواش فيلما جديدا، بعنوان "مناظر الخريف"، وهو فيلم روائي طويل اعتبره البعض بوليسي، وأنتج أيضا المخرج علواش فيلما آخر بعنوان "الريح الرباني" الذي عرض في ألمانيا. جمهور متعطش لمشاهدة الأفلام لم تعرض الأفلام المذكورة المنتجة سنة 2019 في الجزائر، باستثناء فيلمي "مناظر الخريف" و«143 شارع الصحراء"، اللذين قدم في إطار الطبعة الأخيرة من المهرجان الدولي للسينما بالجزائر (فيكا). علاوة على إلغاء مهرجاني الفيلم العربي لوهران، والفيلم المتوسطي لعنابة، عانت هذه الأعمال الجديدة من غياب كامل للتوزيع في الجزائر، رغم الإقبال المؤكد للجمهور على القاعات، وحضور عروض الأفلام التجارية الأجنبية الجديدة. من بين الاكتشافات الجديدة الأخرى لسنة 2019، المخرجة مريم عاشور بوعكاز التي قدمت وثائقيا بعنوان "نار"، الذي عرض مرة واحدة، بمناسبة الطبعة العاشرة من "الفيكا". تأسف فاعلون في المجال السينمائي عن حرمان الجمهور من مشاهدة صور عن الجزائر، التقطت من طرف جزائريين، منها فيلم الخير زيداني كاتب ومخرج "نايس فري نايس"، وفيلم محمد بن عبد الله "أقول كل شئ لله"، رغم النجاح الذي عرفه العملان السينمائيان في المحافل الدولية.