* استقالة مرداسي ..رحيل بن تركي وسجن بن الشيخ * حفل سولكينغ ووفاة 5 أشخاص نقطة سوداء * إلغاء الكثير من الفعاليات الثقافية ومعرض الكتاب أبرز حدث * خليدة تومي أمام القضاء ومطالب بفتح ملفات الفساد الثقافي * سينما مثيرة للجدل ..بن مهيدي وبابيشا شهدت السنة الثقافية الجزائرية عام 2019 الكثير من الأحداث التي أثرت على المشهد بشكل كبير. إيمان. ب البداية كانت مع إقالة المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي شهر فيفري والذي عمر طويلا في منصبه، حيث بقي على رأس “لوانسيي” لحوالي 27 عاما، أشرف خلالها على العديد من الفعاليات” مهرجان تيمقاد الدولي، جميلة العربية، وغيرها من التظاهرات، ليعين المدير العام لإذاعة جيل اف ام مراد وضاحي مكانه، وأثار الرجل جدلا كبيرا على مستوى المؤسسة التي تعد من أنشط المؤسسات في الجزائر. رحيل ميهوبي وتعيين مرداسي المثيرة للجدل أيام فقط على الحادثة عرفت الساحة أحداثا أخرى، رحيل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وتعيين مريم مرداسي مكانه، هذه الأخيرة التي أثارت جدلا في أول خرجة لها، وتعرضت لانتقادات كثيرة بسبب تصريحاتها المستفزة وصلت إلى حد المطالبة باستقالتها وطردها من التظاهرات التي تشارك فيها مثلما حدث في افتتاح مهرجان تيمقاد الدولي بباتنة، خاصة وأن تعيينها تزامن مع انطلاق الحراك الشعبي المطالب برحيل نظام عبد العزيز بوتفليقة.
حفل سولكينغ النقطة السوداء..وسجن بن الشيخ ولكن الحدث الذي عجل برحيل مرداسي من الباب الضيق بعد حوالي ستة أشهر من توليها وزارة الثقافة حفل مغني الراب عبد الرؤوف دراجي المعروف باسم سولكينغ والذي أقيم شهر أوت المنصرم بملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة وأدى إلى وفاة 5 شباب بسبب سوء التنظيم، حيث قدمت مرداسي استقالتها، في حين تم إقالة المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي حسين بن الشيخ، الذي حكم عليها بستة أشهر فيما بعد.
الحراك الشعبي .. إلغاء مهرجانات وتظاهرات كبرى وكان تأثير الحراك الشعبي الذي انطلق نهاية شهر فيفري كبيرا على الساحة الثقافية والفنية، حيث تراجعت الفعاليات خاصة الرسمية منها، وتم تأجيل الكثير من المهرجانات في مقدمتها “مهرجان وهران للفيلم العربي”، “مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي”، “مهرجان بجاية الدولي للمسرح” حتى التظاهرات التي تم تنظيمها كانت بوجه شاحب.
خليدة تومي في مواجهة القضاء ومن أبرز الأحداث التي عرفتها السنة هو بدء فتح ملفات الفساد الثقافي من قبل القضاء، وكانت البداية مع وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي تم التحقيق معها بخصوص بعض التظاهرات الثقافية، وهي الآن في الحبس المؤقت في انتظار الحكم النهائي.
دعوات إلى فتح ملفات الفساد الثقافي “فتح ملفات الفساد الثقافي” كان من بين أبرز مطالب المثقفين، حيث دعوا إلى ضرورة تطهير القطاع من الدخلاء وفتح تحقيق معمق من قبل القضاء.
معرض الكتاب الحدث الأبرز خلال السنة ولكن في مقابل ذلك يبقى معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي تم إقامته نهاية أكتوبر الفارط الحدث الأبرز هذا العام رغم الانتقادات التي وجهت له والأخطاء التي سجلت على المحافظ الجديد “محمد ايقرب” الذي عين خلفا لمسعودي حميدو الذي أشرف على سيلا لسنوات. وعرفت التظاهرة مشاركة 1030عارض من 34 دولة مع تسجيل تراجع بعض دور النشر الجزائرية عن المشاركة في هذه الطبعة لأسباب تتعلق بهم.
ثلاثة أدباء جزائريين يتوجون بجائزة “كتارا” للرواية العربية وتألق الإبداع الأدبي الجزائري هذا العام في الطبعة الخامسة من جائزة كتارا للرواية العربية بتتويج ثلاثة أسماء بارزة في المشهد الثقافي الجزائري. وكان الحبيب السايح الروائي أول من اعتلى خشبة التتويج في فئة الرواية المنشورة بعد أن فازت روايته الأخيرة “أنا وحاييم” (2018) الصادرة عن منشورات “ميم” وكانت فرحته كبيرة بهذا الإنجاز الذي أضاف شمعة أخرى لمساره المشرف. وتوج أيضا في فئة الأعمال الرواية غير المنشورة للأديب المتألق ناصر سالمي عن روايته “فنجان قهوة وقطعة كرواسون” إلى جانب 4 روائيين آخرين في هذه الفئة التي تخص الأعمال غير المنشورة. وسبق لهذا الروائي وأن توج في الطبعة الثانية من جائزة كتارا عن عمله الموسوم ب “الألسنة الزرقاء” في 2016. كما حضرت الجزائر في تتويجات فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي بفضل الناقدة منى صريفق التي فازت دراستها “راهنية المعنى بين مشروعية الفهم ومأزق كتابة تاريخ التبرير مقاربة تأويلية ثقافية في نصوص عربية ناقدة” ضمن هذه الفئة. وقد اشتغلت هذه الجامعية على أعمال لأدباء سوريين.
أربعة روائيين جزائريين في القائمة الطويلة “للبوكر“ وصلت أربعة أعمال روائية جزائرية إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” دورة 2020، والتي ضمت 16رواية صدرت خلال الفترة بين جويلية 2018 وحتى جوان 2019، جرى اختيارها من بين 128 رواية تقدمت للجائزة. وتتمثل الأعمال الجزائرية في رواية “اختلاط المواسم ” لبشير مفتي، و”حرب سراييفو ” لسعيدي خطيبي الصادرة عن منشورات الاختلاف الجزائرية، بالإضافة إلى رواية “الديوان الاسبرطي” لعبد الوهاب عيساوي، الصادرة عن منشورات ميم، و”سلالم ترولار” لسمير قاسيمي الصادرة عن منشورات” البرزخ”. وسبق للروائي بشير مفتي أن رشح للقائمة القصيرة عام 2012 عن رواية “دمية النار”، وسمير قسيمي الذي وصل إلى القائمة الطويلة عام 2010 عن “يوم رائع للموت”، فيما يسجل سعيد خطيبي وعبد الوهاب عيساوي حضورهما لأول مرة في المسابقة.
السينما الجزائرية منع أفلام مثيرة للجدل ..أحمد باي.. بن مهيدي وبابيشة تميز المشهد السينمائي 2019 بالجزائر بحضور المخرجين الشباب في المنافسات الدولية رغم قلة العروض والتظاهرات والفعاليات السينمائية في البلاد. وتؤكد هذه الأعمال التي تبناها هؤلاء الشباب منح نظرة شبابية للسينما في الجزائر، كما لقيت هذه الأعمال استلطافا من النقاد وتتويجا في المحافل السينمائية الدولية. وتحصل فيلم “143 شارع الصحراء” للمخرج حسان فرحاني وهو عبارة عن بورتري مثير للاهتمام لامرأة تملك مطعما صغيرا في ملتقى طرق بالصحراء الجزائرية في عرضه الأولي العالمي بمهرجان لوكارنو على جائزة أحسن مخرج صاعد، وأيضا جائزة أحسن مخرج صاعد. وتوج الفيلم أيضا بالجزائر وتونس وكوريا الجنوبية وفي مصر خلال هذه السنة. وقدم المخرج الشاب أمين سيدي بومدين هذه السنة فيلمه الروائي الطويل الأول “أبو ليلى” الذي دخل المنافسة في قرابة الثلاثين مهرجانا دوليا وتحصل على “جائزة “أحسن فيلم New Wave” في المهرجان الأوروبي للفيلم باشبيليا (اسبانيا) و أيضا جائزة النقد بسينماد (فرنسا). كما فاز الممثل والمخرج الياس سالم الذي أدى دور البطولة في هذا الفيلم “بالتانيت الذهبي” لأحسن أداء رجالي في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية بتونس. ومن بين الأعمال الشابة الأخرى التي تألقت فيلم “بابيشا” للمخرجة منية مدور حيث شارك هذا الفيلم في فئة “أسبوع النقد” في مهرجان “كان” السينمائي الأخير بفرنسا. وعرض أيضا في أكثر من عشرة مهرجانات سينمائية عبر العالم على غرار فرنسا وبلجيكا وتونس وغيرها ولكنه منع من العرض في الجزائر لأسباب غير معروفة. فإلي جانب المواهب الشابة التي عززت مكانتها في الفن السابع عاد السينمائي المدهش صاحب الأعمال المثيرة حميد بن عمرة في 2019 بمولود جديد “تايم لايف” الذي شارك في مهرجانات بروسيا والولايات المتحدة. كما أنتج المخرج المخضرم مرزاق علواش فيلما جديدا بعنوان “مناظر الخريف” وهو فيلم روائي طويل اعتبره البعض بوليسيا. وأنتج أيضا المخرج علواش فيلما آخر بعنوان “الريح الرباني” الذي عرض في ألمانيا. ولم تعرض الأفلام المذكورة المنتجة في 2019 بالجزائر باستثناء فيلمي “مناظر الخريف” و”143 شارع الصحراء” اللذين قدما في إطار الطبعة الأخيرة من المهرجان الدولي للسينما بالجزائر (فيكا). وعلاوة على إلغاء مهرجاني الفيلم العربي لوهران والفيلم المتوسطي لعنابة عانت هذه الأعمال الجديدة من غياب كامل للتوزيع في الجزائر رغم الإقبال المؤكد للجمهور على القاعات وحضور عروض الأفلام التجارية الأجنبية الجديدة. وأكثر ما ميز السنة السينمائية هو الفيلم المثير أحمد باي والأموال التي صرفت على إنتاجه واستقدام مخرج إيراني والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو، بالإضافة إلى فيلم العربي بن مهيدي الذي لم يتم عرضه وأثار ضجة كبيرة عبر وسائل الإعلام وتبادل التهم بين المخرج بشير درايس ووزارة الثقافة والمجاهدين التي قالت إن درايس أخل بالاتفاق في حين بقي الأخير متمسكا برأيه. أما فيلم بابيشا فيجهل الكثير سبب منعه من العرض في الجزائر، حيث تم في وقت سابق وبالتحديد في شهر سبتمبر الإعلان عن عرضه لكن الأمر لم يحدث وتم تأجيله ليتبين فيما بعد أنه ممنوع من العرض دون ذكر الأسباب.