* email * facebook * twitter * linkedin عكست الضربة الجوية التي أودت بحياة 30 طالبا وإصابة العشرات من ضباط الكلية العسكرية في قلب العاصمة الليبية ليلة السبت إلى الأحد درجة الانزلاق الأمني في ليبيا، كما أكدت الحادثة درجة التعقيد التي أصبح يمر بها المشهد الليبي وجعل حظوظ عقد الندوة الدولية حول هذا البلد بالعاصمة الألمانية برلين مستحيلة، على الأقل خلال الأيام القادمة كما تعهدت بذلك الأممالمتحدة والسلطات الألمانية. وأكدت مصادر عسكرية ليبية أن الطلبة الضباط كانوا لحظة تنفيذ عملية القصف في ساحة الكلية بالربوة الخضراء في آخر اجتماع يومي قبل التوجه إلى مراقدهم قبل استهدافهم بصاروخ أدى إلى تسجيل هذه الحصيلة الدامية، عاشت على إثره مختلف مستشفيات العاصمة الليبية حالة استنفار قصوى لاستقبال المصابين، فيما وجهت وزارة الصحة في حكومة الوفاق نداء مستعجلا للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين خاصة أولئك الذين وصفت حالاتهم بالخطيرة. وإذا كانت مصادر الحكومة الليبية اتهمت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، باستهداف إحدى أكبر الكليات العسكرية في ليبيا فإن هذا الأخير التزم على غير عادته الصمت ولم يعلن مسؤوليته على العملية ربما بهدف عدم إثارة سخط الليبيين في مختلف المدن خاصة وأن الطلبة منحدرون من مختلف مناطق البلاد. وأدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عملية القصف بقناعة أن تصعيد الأعمال العسكرية على هذا النحو الخطير يزيد من تعقيد الأوضاع ويهدد فرص العودة للعملية السياسية، مضيفة أن التمادي في القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين والمرافق المدنية كالمستشفيات والمدارس، يرقى إلى جرائم الحرب، ولن يفلت الجناة من العقاب مهما طال الزمن". وجاء تنفيذ هذه الغارة ساعات بعد إعلان خليفة حفتر النفير العام ودعوته كل الليبيين نساء ورجالا، عسكريين ومدنيين إلى "الجهاد" ضد حكومة الوفاق الوطني بعد أن اتهم رئيسها فايز السراج وحكومته بالخيانة العظمى على خلفية توقيعهم على اتفاق عسكري يفتح الطريق للتدخل العسكري التركي في ليبيا. وقال حفتر إن الهدف من إعلان النفير العام ليس لتحرير العاصمة طرابلس ولكن للوقوف في وجه مستعمر جديد يريد فرض سيطرته على ليبيا، في إشارة إلى قرار البرلمان التركي الذي أعطى الخميس الماضي، الضوء الأخضر للرئيس رجب طيب أردوغان لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم قوات حكومة الوفاق الوطني. لكن هذه الدعوة قوبلت بخروج مئات المتظاهرين في العاصمة طرابلس ومصراتة وزوارة، منددين باستهداف الكلية العسكرية.