ميزت مشاركة الجزائر في القمم الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحر الأسبوع المنصرم، أهم أحداث هذا الأسبوع، لا سيما من خلال ماحملته رسائل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى المشاركين في هذه القمم من تأكيد على مواصلة الجزائر جهودها بثبات في سبيل إرساء السلم والمصالحة في القارة السمراء، وكذا تجديده لالتزام الجزائر بإرساء وإعلاء مبادئ الحكم الراشد ودولة القانون واستمرارها في تنفيذ مختلف برامج التنمية الوطنية وخاصة منها تلك التي تحمل أبعادا قارية. فقد جدد الرئيس بوتفليقة في كلمة ألقاها نيابة عنه ممثله الشخصي في القمة ال12 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، السيد عبد العزيز بلخادم، دعوة الجزائر إلى بذل ما أمكن من جهود من أجل تحقيق سلم لا رجعة فيه يعم القارة الإفريقية، معربا عن أمله في أن تتحقق المصالحة الأخوية بين مختلف الأطراف المتنازعة عبر كافة بؤر الأزمات من السودان إلى الصومال إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى مواقع أخرى في إفريقيا، من اجل إعادة السلم والاستقرار إلى ربوع القارة مجددا. كما ذكر في السياق بضرورة احترام مقومات الديمقراطية والنظام الدستوري وتطبيق القرارات التاريخية المتخذة في قمة الجزائر وقمة لومي الرافضة لأي تغييرات خارج الأطر الدستورية. وفي خطاب آخر أمام المشاركين في قمة الإتحاد الإفريقي؛ التي انعقدت حول موضوع رئيسي هو "البنى التحتية في القارة" أكد الرئيس بوتفليقة أن المشاريع التي باشرت انجازها الجزائر في السنوات الأخيرة في مجال الهياكل القاعدية لإرساء مشروعها التنموي والاجتماعي والاقتصادي، تهدف إلى تحفيز حركية الاندماج في محيطها الجغرافي، مشيرا في هذا السياق إلى أن الطريق السيار شرق-غرب الممتد على مسافة 1200 كلم والمستفيد من تمويل يقارب 12 مليار دولار، سيفتح آفاقا جديدة لتنمية منطقة المغرب العربي برمتها، فيما سيشكل مشروع الطريق العابر للصحراء همزة وصل بين مدينة الجزائر وابوجا بنيجيريا، مثله مثل مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بنفس البلد. وفي الكلمة التي قرأها نيابة عنه ممثله إلى قمة رؤساء الدول والحكومات المعنية بتطبيق النيباد، الوزير الأول أحمد أويحيى، دعا السيد بوتفليقة إلى ضرورة التنسيق بين القادة الأفارقة لتمكين إفريقيا من استغلال آليات وأدوات التعاون المتاحة بشكل فعال، بينما أكد أمام القمة العاشرة لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، والتي أشادت في أشغالها بالتجربة الجزائرية في تطبيق برنامجها في مجال الحكم الراشد، بأن كل الشروط التي تضمن حرية الناخبين والتنافس السليم والشفافية الحقيقية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل المقبل سيتم توفيرها وتنفيذها خلال هذه الاستشارة الهامة، مذكرا بمبادرة الجزائر إلى دعوة ملاحظين دوليين ومن بينهم ملاحظون من الاتحاد الإفريقي من أجل متابعة سير هذا الاقتراع. بالمناسبة وفي إطار التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية القادمة، كشف وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني بحر الأسبوع الفارط أنه وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع من انطلاق عملية سحب استمارات اكتتاب التوقيعات للرئاسيات القادمة، عبر 18 مترشحا عن رغبتهم في الترشح لهذه الاستحقاقات، مشيرا إلى أن 12 مترشحا منهم سحبوا ما بين 150000 إلى 180000 استمارة اكتتاب التوقيعات. أما بخصوص حضور المراقبين الدوليين، فقد أكد الوزير أن منظمات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية أكدت انتدابها لملاحظين. وعلى صعيد التحرك الميداني للأحزاب والجمعيات الوطنية تحسبا للرئاسيات القادمة، كشفت أحزاب التحالف الرئاسي وكتلة الأحرار بالبرلمان ومنظمات المجتمع المدني المنظمة إليها عن استراتيجيتها الخاصة بالحملة الانتخابية، وأعلنت انطلاق عملية جمع التوقيعات لصالح مرشحها السيد عبد العزيز بوتفليقة، فيما أعلنت نحو 20 جمعية تدعم ترشح الرئيس بوتفليقة ميلاد اللجنة الوطنية للجمعيات لإنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة.