* email * facebook * twitter * linkedin عادت البسمة إلى وجوه لاعبي اتحاد الجزائر بعد شهور من اليأس والغضب؛ بسبب ما حصل لهم مع المؤسسة السابقة المالكة لنادي سوسطارة "مجمع حداد"، التي تنصلت رغما عنها من مسؤولياتها تجاه الفريق، بعد قرار خضوعه للمجموعة الاقتصادية "سربور" الذي تزامن مع بداية تسييرها النادي العاصمي، وحصول تشكيلة المدرب بلال دزيري على نتيجة إيجابية رجعت بها من تنقّلها إلى عين مليلة، حيث فرضت على الفريق المحلي نتيجة التعادل 1 – 1 التي رفعت من معنويات لاعبيها، وجعلتهم يستعدون في ظروف معنوية ممتازة، لخوض الداربي المحلي التقليدي، الذي يجمعهم اليوم بالفريق الجار مولودية الجزائر على ملعب "5 جويلية". الأصداء الواردة من داخل نادي سوسطارة تتحدث عن وجود أجواء ممتازة وسط لاعبيه، الذين يدركون أن موعد اليوم سيحدد بنسبة كبيرة، مدى قدرة فريقهم على استعادة أنفاسه في بطولة لم تكن كسابقتها؛ فليس هناك أحسن من الفوز على العميد لبعث تسابقه على اللقب أو محاولة إنهاء مسار منافسة هذا الموسم في كوكبة مقدمة الترتيب، تضمن له تذكرة المشاركة في المنافسة الإفريقية أو العربية. لكن الأمر لا يبدو هيّنا على تشكيلة دزيري؛ إذ إنه متخوف من الاعتماد على تشكيلة قد تكون منقوصة من خدمات عناصر أساسية بسبب الإصابات، على غرار المهاجم زواري، الذي يشكو التواء الكعب، ووسط الميدان خماسة، الذي لم ينزع بعد الجبس عن رجله، إلى جانب تعرض الحارس محمد لمين زيماموش لإصابة في الكاحل، أجبرته على توقيف التدريبات في حصة أول أمس. وسيشكل الاستغناء عن خدمات هذا الثلاثي عائقا حقيقيا للمدرب، عند وضع استراتيجية اللعب التي يريد انتهاجها ضد فريق العميد. ولن يكون أمام دزيري في هذه الحالة خيار آخر سوى وضع الثقة في العناصر، التي تكون جاهزة من الناحيتين البدنية والمعنوية رغم أنها غير متعودة على تحمّل ضغوط الداربيات العاصمية، التي تتطلب من اللاعب الرزانة والهدوء، لكن يُنتظر أن يقوم دزيري بتجديد الثقة في بعض العناصر التي برزت في اللقاء الأخير ضد أمل عين مليلة، لا سيما الذين يشكلون خط الدفاع الذي لعب باستماتة كبيرة، وهو الأحسن ضمن الفريق بسبب التفاهم الكبير الموجود بين لاعبيه خيرات وأعليلات ووكال ومفتاح وشريفي، وقد ينضم إليهم الحارس البديل منصوري في حال تأكد استحالة مشاركة الحارس الأساس زيماموش. ويُنتظر أن يتعرض دفاع اتحاد الجزائر لضغط كبير من الفريق الخصم، المعروف عنه أنه يمتاز بخط هجوم قوي وسريع، وهو الأمر الذي يدركه جيدا المدرب دزيري، الذي سيحاول تخفيف الضغط عن دفاعه؛ من خلال مطالبة ثنائي وسط الميدان كودري وبومهرة بالرجوع إلى الوراء لمساعدة زملائهم في فك الخناق عن الدفاع. وبفضل تجربته السابقة يدرك مدرب الاتحاد أن الحظ يلعب دورا كبيرا؛ ما يجعله يطالب عناصر فريقه باستغلال الجزئيات التي تحدث خلال اللعب، منها بشكل خاص غضب لاعبي فريق الخصم، والهفوات التي قد يرتكبونها فوق أرضية الميدان. وأصبح دزيري يراهن كثيرا على تحقيق الانتصار في هذا اللقاء؛ من أجل التقرب أكثر من كوكبة مقدمة الترتيب بعد خسارة الرائد في بسكرة. ومن جهة أخرى، يمكن لاتحاد الجزائر الاعتماد في هذا الداربي العاصمي، على أنصاره، الذين يُنتظر منهم التوافد بأعداد كبيرة على مدرجات ملعب 5 جويلية بعدما تم إيجاد حل نهائي لمسألة تمويل النادي، وقد كانوا طرفا فعالا في هذا الانفراج بعد الاحتجاجات المتكررة التي قاموا بها للتنديد بالوضع المالي السيئ الذي كان يمر به فريقهم، وهم يرغبون الآن في الوقوف إلى جانبه أكثر من أي وقت مضى؛ كي يستعيد قوّته وطموحاته في بطولة هذا الموسم رغم الإخفاق الذي سجله في تصفيات الرابطة الإفريقية وكأس الجمهورية. "سربور" لن تغيّر الإطار الرياضي للنادي معلوم أن مؤسسة "سربور" الممول الجديد لاتحاد الجزائر، قررت ضخ ما بين 120 و140 مليار سنتيم سنويا في خزينة النادي؛ من أجل تسيير الفريق، وتمكينه من تحقيق مشاريعه، حسبما صرح بذلك المدير العام لهذه المؤسسة جلول عاشور، الذي قال إن المؤسسة ستكون الممول الأساس لنادي سوسطارة لكن بدون القيام بشراء الاشتراكات المالية التي يملكها الممولون الآخرون للنادي، معلنا استعداده للتعامل معهم اليد في اليد لمصلحة اتحاد الجزائر. وسعى جلول عاشور في كلامه أيضا، إلى طمأنة الأشخاص الذين يسيّرون النادي في الوقت الراهن، موضحا أن "سربور" لن تغير في البداية أي شيء، لكنها تعتزم في المستقبل القريب، إنشاء أربع مديريات تضطلع بتسيير النادي، وتكليف أحسن الأطراف التي تكون لها القدرة على توجيهها. ويبدو أن المؤسسة تعتزم ترك المسيرين الحاليين للنادي بالنظر إلى خبرتهم في التسيير الرياضي، وتفادي بذلك جلب أشخاص ليس لهم أي علاقة بالرياضة.