* email * facebook * twitter * linkedin شاركت الشاعرة والروائية والفنانة التشكيلية سلمى محمد النعيمي، في تظاهرة المعرض الوطني الرابع للكتاب المقام بقاعة "أسحار" بباتنة والممتد إلى غاية السادس مارس الجاري، وهو يشهد منذ انطلاقه في 18 فيفري الماضي، تنظيم العديد من المداخلات والندوات الفكرية المختلفة، وبيعا بالإهداء للكثير من المؤلفين. وقعت سلمى بالإهداء ديوانها الأخير بالمعرض الذي استقطب زوارا مميزين. وبالمناسبة التقتها "المساء"، حيث أشارت إلى أن عملها الجديد يمتاز بصياغة لغوية خاصة، تستند على الإضافة والنعت، وعلى التعريف والتحديد، عبر تشخيص اللغة وربطها بمتغيرات الحياة، والاستعانة أيضا بالذات المتكلمة، زيادة على التأثيرات التراجيدية، كما أنها استغلت يوم الشهيد الذي انطلقت فيه فعاليات الصالون، لكي تلتقي جمهورها. ووظّفت المبدعة سلمى "هوادة " لعرض العلاقة بين الرجل والمرأة والصراع القائم بينهما. وأكد بعض العارفين في فنون اللغة والشعر ممن حضروا، أن الشاعرة على وعي بمكنونات اللغة وأسرارها، مع حضور ملفت في الصياغة الشعرية دونما ترهل أو تفكك في الإحالة والإسناد، كما أنها أبرزت بعض العناصر الفاعلة في التشكيل الشعري، منها حضور الأساليب الإنشائية الطلبية (النهي والأمر والاستفهام)، ملتزمة بعلم العروض وبحوره الشعرية، حيث أسهبت في نظم قصائدها، مرتكزة على البحر الطويل والكامل والمتقارب والبسيط غير المجزوء، ضمن سياقات مغايرة وجديدة كسرت بها المألوف، ومنحت لتلك الأساليب أطرا حوارية تحمل رائحة الإبداع النسوي. وتحدثت الشاعرة سلمى عن غلاف كتابها الذي صممته بنفسها، وعكست فيه أفكارها وأحاسيسها. كما حرصت في ديوانها على الخوض في عالم المرأة. وربطت هذا الكائن الجميل بمواضيع اجتماعية ووطنية وغيرها في العديد من القصائد، منها مثلا "يراهنون" و"سر جمال الوجود" و"ورد الروابي" و"طوي السجل".. وغيرها. سبق لسلمى أن نشرت كتاب "المباني الصماء" عام 2012، كما أن لها خمس روايات قيد الطبع، وهي عضو باتحاد الكتّاب الجزائريين. وتُعد سلمى من أبرز الوجوه الثقافية النسوية على غرار شاعرات وكاتبات مبدعات بالمنطقة، وهي أيضا محامية معتمدة لدى مجلس قضاء باتنة، وباحثة أكاديمية في العلوم القانونية تخصص إدارة تونس - الجزائر. وخاضت سلمى تجربة حرفية متعلقة بتصاميم الحلي الفضية التي تعكس البيئة الأوراسية وشموخ المرأة الشاوية. وحازت عدة جوائز، منها جائزة أفضل حلي بالإمارات العربية في مسابقة المصممة العربية، ولها أيضا إصدارات إلكترونية موثقة. وكانت آخر مشاركة لها في فعاليات الطبعة الرابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب، بديوانها الجديد "هوادة"، الذي صدر لها عن المكتبة الرئيسة للمطالعة حملة بباتنة. ويحوي 116 صفحة من الحجم المتوسط ب 48 عنوانا، منها "قراري" و«ثوب الليل غارق" و"هناك" و"امرأتان غارقتان". للإشارة، فإن تظاهرة المعرض الوطني الرابع للكتاب متواصلة. وكان المنظمون برمجوا عدة ندوات وأمسيات شعرية، منها التفاتة خاصة إلى الراحل نصر الدين ديني كأديب وكاتب ورسام أنجزها الدكتور الطيب بودربالة، حيث تم عرض محتويات كتاب "ألفونس إتيان دينيه"، وما قدمه للجزائر وصحرائها، خاصة مدينة بوسعادة. ومن جهة أخرى، ثمّن الوسط الثقافي المحلي مبادرة تكريم المبدعة والإعلامية والفنانة التشكيلية حفيظة ميمي، التي قال في شأنها رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين فرع باتنة ورئيس جمعية شروق الثقافية الدكتور طارق ثابت، "هي اسم نسوي متعدد المنابع والمشارب ومتعدد الأنساق؛ فهي الأديبة والرسامة والإعلامية، هي هذا الكل المتجمع في الكل".