* email * facebook * twitter * linkedin دافع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، عن اختيار اللجنة العلمية لمتابعة تفشي فيروس "كورونا" استعمال ال"كلوروكين" لعلاج المرضى المصابين بالفيروس، معتبرا أن الجزائر ليس لديها خيارا آخرا. وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش ندوة عن بعد نشطها مع خبير من وزارة الصحة الصينية قائلا، "لسنا مخطئين وبروتوكول العلاج الذي اعتمدته الجزائر حظي بموافقة اللجنة العلمية التي أنشأها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون". وأشار الوزير إلى أن اختيار هذا العلاج المضاد للملاريا لعلاج المرضى المصابين بفيروس "كوفيد 19" تم بالنظر إلى التجارب التي أجريت في بلدان أخرى تمتلك نظام صحة ذو نوعية، لافتا في هذا الصدد إلى حالة الصين التي يبدو أنها، حسبه، نجحت في التحكم في الوباء. ولدى تطرقه إلى النقاش القائم حاليا حول دواء الكلوروكين، أكد الوزير أن العلماء ما زالوا مختلفين حول القدرة الحقيقية لهذه الجزيئة، حيث قال في هذا الخصوص "عندما نكون أمام وضع كارثي وخطير كهذا فإننا نحتاج للتوجيه ولتقاسم التجارب"، موضحا أنه "اذا لم يعطي العلاج على أساس كلوروكين نتائجا مرضية فانه لن يضر". من جهته، أكد الأستاذ إسماعيل مصباح، وهو عضو في اللجنة العلمية الوطنية للإنذار والمتابعة والإعلام بخصوص فيروس "كورونا" أن "بروتوكول العلاج الذي قدمه اليوم الصينيون تبين أنه نفس البروتوكول الذي تبنته الجزائر"، مضيفا في هذا السياق أن هذا العلاج سيخضع "لمراقبة طبية صارمة وللتقييم". كما ذكر الاستاذ مصباح أن "هذا البروتوكول العلاجي الذي تم وضعه، موجه حاليا للأشخاص الأكثر عرضة للخطر والذين لديهم أمراض أخرى مزمنة جانبية مهما كان شكلها، فضلا عن المرضى الذين لديهم اشكال مرضية معقدة أو حادة". في نفس السياق، أكد الأستاذ مصباح أن هذا العلاج "مؤطر في الوسط الاستشفائي من طرف اخصائيين في المصالح التي تتكفل بالأشخاص المصابين بكوفيد 19"، مضيفا أن اللجنة العلمية تقوم أيضا بتقييم هذا البروتوكول لتقدير "تأثيراته على صعيد الفعالية". وأضاف أن "بعض الدراسات التي تمت في بلدان أخرى أظهرت فعاليته. وستمكننا التجربة الجزائرية من خلال متابعة وتقييم هذا البروتوكول من تقديم مساهمتنا في المعرفة في هذا المجال". من جانبه، ألح الخبير الصيني على ضرورة "عزل" الحالات المؤكدة لفيروس "كورونا" وعلى "الاحترام الصارم للإجراءات الوقائية"، لا سيما البقاء في المنازل وقواعد النظافة التي اعتبرها "أساسية" لمكافحة انتشار الفيروس. ونصح هذا الخبير أيضا باستعمال الكلوروكين الذي يمكن مرافقته بمضاد حيوي في بعض الحالات، لعلاج المرضى المصابين بكوفيد 19. التزام بتوفير مستلزمات الوقاية لمهنيي الصحة على صعيد آخر، أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن توفير مستلزمات الوقاية لحماية مهنيي القطاع من أولويات الوزارة، داعيا إياهم الى التجند للحد من انتشار وباء "كورونا". وفي لقاء جمعه بالأمناء العامين ورؤساء نقابات القطاع، طمأن الوزير مهنيي الصحة بتوفير كل مستلزمات الوقاية من الفيروس، ضمانا لسلامتهم خلال أداء عملهم، مؤكدا تسليم عددا كافيا من الكمامات لفائدة ممارسي الصحة في الأيام القليلة المقبلة. كما جدد السيد بن بوزيد التأكيد على التزام السلطات العمومية بتوفير كل الشروط، على غرار النقل والإيواء، مما يسمح لمهنيي الصحة بأداء عملهم في هذا الظرف الصعب الذي يتطلب، حسبه، تجند الجميع للحد من انتشار وباء كورونا العالمي. بالمناسبة، دعا الوزير النقابات الناشطة في القطاع الى القيام بعمل جواري دائم تجاه المهنيين لتشجيعهم ورفع معنوياتهم "نظرا لحالة الضغط المستمر الذي يوجهونها في هذه الظروف"، مشيدا في نفس السياق بالوعي الذي أثبته الشعب الجزائري، لا سيما في الايام الاخيرة وإدراكه بأهمية احترام الإجراءات التي أقرتها السلطات من أجل الحد من انتشار وباء كورونا. وبخصوص تأخر الحصول على التحاليل المتعلقة بالفيروس، أكد وزير الصحة أن دخول المخابر الفرعية بوهران وقسنطينة وورقلة حيز الخدمة سيرفع الضغط على معهد باستور. من جهتهم، استعرض المتدخلون خلال هذا اللقاء مختلف المشاكل التي يعيشها قطاع الصحة على غرار نقص المورد البشري والأدوية، حيث أكد رئيس النقابة الوطنية للاستشفائيين الجامعيين، رشيد بلحاج في هذا الصدد، على ضرورة توفير ظروف العمل للتكفل الأمثل بالمرضى وإنهاء التسيير البيروقراطي لقطاع الصحة، والذي نتج عنه النقص الرهيب في المورد البشري في المصالح الحساسة بالمستشفيات. كما طالب بضرورة تحسيس كل مهنيي الصحة بأهمية التجند والقضاء على ظاهرة الغيابات التي تفشت في هذا الظرف الذي تحتاج فيه البلاد إلى كل إطاراتها من أجل التصدي للوباء.