قبل أيام تهجمت الدوائر الإعلامية والرسمية في المغرب على بعض الصحف الجزائرية وذكرت من بينها "المساء" التي أصبحت تقلق المخزن مما تكشفه من حقائق بشأن انتهاكات حقوق الانسان في الأراضي الصحراوية المحتلة أو ما كتبته على العلاقات الوطيدة بين الرباط وتل أبيب وما تحظى به الشخصيات الإسرائيلية من حفاوة الاستقبال في القصور الملكية دون أن يعلم الشعب المغربي الشقيق بذلك. هذه الأيام أضيفت فضيحة أخرى لنظام المخزن إلى هذه الفضائح، حيث كشفت الصحافة المغربية أنها تتعرض للابتزاز والمساومة من طرف زعماء أحزاب ومسؤولين سياسيين ورجال أعمال معروفين في المغرب، كي تتكتم على أشكال الفساد السياسي والاقتصادي الذي ينخر جسم الشعب المغربي ويثير قلق بالخصوص الفلاح المغربي الذي لم يجد من ينقذه من الفيضانات الأخيرة. وقد اعتبرت نقابة الصحافيين في المغرب أن الوضع أصبح أكثر من مقلق بسبب الرشوة التي بدأت تفتك بالمهنة وتقلق الصحافيين الذين يتعرضون للإغراءات المالية حتى يغضوا الطرف عن أمور قد لا تعجب من يتحكمون في اقتصاد البلاد والمخزن الذي لجأ إلى الرشوة كآخر "علاج". إن هذا الابتزاز للصحافة المغربية هو دليل آخر على سعي النظام إلى خنق الحريات وتكميم الأفواه، وإذا كشفت الصحافة الجزائرية عن هذه الحقائق نعتها بشتى الأوصاف، لأن صداها لدى المواطن المغربي أصبح يشكل خطرا حقيقيا عليه.