* email * facebook * twitter * linkedin أكدت الدكتورة دليلة زناد، مديرة مخبر علم النفس والوقاية ونوعية الحياة، أن الأخصائي في علم النفس مدعو إلى تفعيل دوره وسط المجتمع في هذه المرحلة التي تعيشها الجزائر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. وحسبها فإن "أهم دور يجب أن يلعبه، اليوم، الأخصائي النفساني في الصحة، هو الوقاية التي تُعد السبيل الوحيد لمحاربة الوباء، وكذا التكفل بالعلاج النفسي للحالات التي أصابها الاضطراب النفسي نتيجة الخوف والقلق والشعور بالعزلة جراء الحجر الصحي للحالات المصابة بهذا الفيروس". أشارت الدكتورة زناد في معرض حديثها مع "المساء" على هامش المؤتمر الدولي الثالث حول التدخلات التربوية والوقائية والعلاجية في علم نفس الصحة بالعاصمة الذي تزامن تنظيمه مع الأيام الأولى التي سجلت فيها الجزائر أولى الحالات، أشارت إلى أن الأخصائي النفساني، اليوم، مطالب أكثر من أي وقت مضى، بالعمل في الميدان على نشر الثقافة الصحية والتربية العلاجية، حيث لا يقتصر دوره على التكفل بالحالات المصابة فقط، وإنما يقع على عاتقه أيضا العمل مع الفئات غير المصابة التي تسبب لها "كوفيد 19" في أمراض نفسية مختلفة، والناجمة عن الخوف الدائم من احتمال الإصابة بالعدوى، والشعور بالقلق والتوتر والعزلة والحزن نظرا لما تبثه وسائل الإعلام يوميا من معلومات حول تفشي الفيروس، وما تتسبب فيه من حصد للأرواح في ظل غياب لقاح له، مشيرة إلى أن "الأخصائي النفساني هو الوحيد القادر على الحد من مختلف الاضطرابات النفسية المصاحبة لهذا الوباء". وتضيف الأخصائية: "المطلوب اليوم من الأكاديميين الأخصائيين في علم النفس، المبادرة بالقيام بنشاطات توعوية وتحسيسية عبر مختلف الوسائل المتاحة؛ كالإشراف على تنشيط برامج في ما توفر لهم من وسائل الإعلام. وحسبها، فإن "أهم تخصص مطلوب اليوم لمواجهة هذا الفيروس، هو أخصائي في علم نفس الصحة الذي يعمل بالمستشفيات، وبالتالي "فيروس كورونا منح الأخصائيين في علم نفس الصحة، فرصة رد الاعتبار لهذا التخصص، الذي كان إلى وقت قريب، لا يحظى بالاهتمام، وتفعيل دوره في خدمة المجتمع"، مشيرة في السياق إلى أن المؤتمر الدولي الثالث جاء تنظيمه بعد مؤتمرين سابقين؛ حيث تم خلال المؤتمر الدولي الأول تسليط الضوء على أهم التطبيقات الحديثة في علم نفس الصحة، بينما جاء الثاني للحديث عن دور علم النفس في التكفل بداء السرطان. وكان من أهم توصياته التي يجري العمل بها اليوم بالاتفاق مع المعهد الوطني للصحة العمومية، أن يعمل الأخصائيون في علم النفس مع الأطباء الأخصائيين جنبا إلى جنب؛ من أجل التكفل بالمرضى. وأخيرا يأتي المؤتمر الدولي الثالث لتفعيل دور الأخصائي النفساني في الميدان؛ بجعله يمارس عمله في المرافق الصحية بعيدا عن الجانب النظري الأكاديمي، والذي يمكن القول إنه تحقق بفعل تفشي الفيروس؛ حيث أصبح دوره ضروريا للتكفل النفسي بالحالات المرضية وغير المرضية.