تضاربت الأنباء بشأن حقيقة الرسالة التي تكون حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد سلمتها إلى رئيس الوفد البرلماني الأمريكي جون كيري لدى زيارته قطاع غزة نهاية الأسبوع. وقال كريس غينيس المتحدث باسم وكالة "غوث" الأممية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" التابعة للأمم المتحدة أمس أن "رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما تركت أمام بوابة مكاتبنا بغزة ونحن نعتقد أنها من طرف حركة حماس". وأكد المسؤول الاممي أن الرسالة تم تسليمها إلى جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي والذي حل نهاية الأسبوع رفقة النائبين براين بيرد وكيث اليسون بقطاع غزة في أول زيارة من نوعها لمسؤولين أمريكيين منذ تولي حركة حماس سيطرتها الأمنية على القطاع شهر جوان 2007. ولكن حركة حماس نفت أن تكون قد وجهت رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما عبر السيناتور جون كيري خلال زيارته قطاع غزة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة "أن حماس تنفي تسليم أي رسالة إلى جون كيري لتسليمها لأي جهة" وأكد أن حركة حماس "حريصة على إقامة علاقات مع الجميع من أجل دعم حق الشعب الفلسطيني". غير أن جون كيري الذي لم يلتق بأي مسؤول عن حركة حماس أشار إلى أن زيارته إلى قطاع غزة لا تحمل في طياتها أي تغيير في السياسة الأمريكية المنتهجة حيال حركة المقاومة الإسلامية التي تصنفها واشنطن في خانة المنظمات الإرهابية. ودخل كيري إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون الحدودي مع إسرائيل على متن سيارة تابعة للأمم المتحدة وزار عدة مرافق تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال العملية العسكرية بينها المدرسة الأمريكية الخاصة في شمال قطاع غزة. ولم يخف المسؤول الأمريكي امتعاضه واستياءه لما شهده من دمار وخراب بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية وتعهد بالتواصل مع الإدارة الأمريكيةالجديدة لرفع المعاناة عن سكانه. كما دعا كيري إلى الحوار الفلسطيني وتغييب "السياسة الفصائلية المنفردة ووقف إطلاق الصواريخ المحلية من قطاع غزة". يذكر أن زيارة جون كيري المفاجئة إلى غزة تندرج ضمن جولة استهلها المسؤول الأمريكي بزيارة مستوطنة سديروت التي تعيش على وقع سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية ومن المنتظر أن يحل اليوم بالعاصمة السورية دمشق ضمن المقاربة الجديدة التي تبنتها إدارة الرئيس أوباما لفتح صفحة جديدة مع دمشق.