* email * facebook * twitter * linkedin يشهد ميناء الجزائر، حركية كبيرة في إطار نشاطه المرتبط بتنظيم ومرافقة النقل البحرى للبضائع، حيث تم تشكيل فرق مختلطة تضم أعوان المؤسسة والجمارك والمصالح البيطرية ومصالح الصحة النباتية لتقليص فترة معالجة الحاويات إلى أقل من ثلاثة أيام، مع الترخيص للمتعاملين بإخراجها من الميناء قبل استكمال كل الإجراءات الجمركية، بشرط أن تبقى مغلقة ومشمعة، وهي الإجراءات المتخذة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتسهيل إحراج البضائع والحاويات، خاصة تلك المحملة بالمواد الغذائية والمعدات الطبية والصيدلانية. وحسب تصريح المدير العام لميناء الجزائر العالمي، سمير بوماتي ل"المساء"، فقد رفع عمال ميناء الجزائر، التحدي في هذا الظرف الصعب، من خلال التواجد المكثف في مكان العمل لضمان توفير كل التسهيلات للمتعاملين، مع احترام مخطط العمل الذي يتماشى مع الحجر الصحي، والذي يفرض التطبيق الصارم لتدابير الوقاية الصحية، على غرار التأكد من درجات حرارة كل العمال داخل الميناء وسائقي الشاحنات بالإضافة إلى ممثلي المتعاملين الاقتصاديين، والقيام بالتعقيم اليومي لأرضيات الميناء وكل المعدات المستخدمة لتفريغ الحاويات، والتي تخضع هي الاخرى، للتعقيم عند وضعها على الأرضية، قبل وضعها على متن الشاحنات أو عربات القطار، الذي ينقلها إلى الميناء الجاف ببلدية الرويبة. على صعيد آخر، أشار نفس المسؤول، إلى أنه تقرر القيام بكل المعاملات الإدارية والاجتماعات اليومية، بين الفرق المسيرة للعمليات على مستوى الميناء عبر تقنية المحاضرة عن بعد، ما يسمح بتبادل المعلومات والمعطيات، بما فيها تلك المرتبطة بمختلف الإجراءات التسهيلية، فيما يخص جمركة البضائع، وهو العمل الذي يجعل الميناء يشتغل 24 ساعة على 24 ساعة، على حد تعبيره. وحول كثرة البواخر الراسية في عرض البحر في الأيام الفارطة، أكد بوماتي، أن الميناء عرف تراجعا كبيرا في نشاطه خلال الأيام الأولى من الحجر الصحي، بسبب تخوف العمال من جهة، وحرص الإدارة على تطهير وتعقيم كل المرافق، مضيفا بأنه بعد صدور تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بتسهيل خروج السلع تسريع إجراءات الجمركة، عادت الحركية للميناء، بعد تشكيل فرق مراقبة مكونة من مختلف المصالح التي لها علاقة مباشرة بعملية معاينة وجمركة السلع، مع تسهيل عمليات خروج الحاويات التي تحوي موادا إستراتيجية، على غرار المنتجات الصيدلانية، المعدات الطبية والمواد الغذائية، مع العلم أن الميناء يستقبل حاليا بين ألف و1600 حاوية من نوع 20 قدما، يوميا. من جهته، أكد الطبيب البيطري، زين العابدين بجو، ل"المساء" أن العمل مع باقي المصالح المكلفة بالمراقبة على مستوى ميناء الجزائر، سمح بتقليص فترة المعاملات الجمركية، إلى يومين فقط عوض 10 أيام، مشيرا إلى أنه في الكثير من المرات يتم تسليم تراخيص لإخراج الحاويات، قبل إتمام إجراءات الجمركة، لكن هذه الحاويات لا تفتح وتبقي مغلقة ومشمعة داخل مستودعات و خازن المتعامل، إلى غاية إرسال فرق للتفتيش والمراقبة، وهي التسهيلات التي سمحت بإخراج عدد كبير من الحاويات في وقت قياسي. وعن نوعية البضائع التي تصل هذه الأيام إلى ميناء الجزائر، أشار السيد بجو إلى أنها تتمثل في مواد غذائية وثيران موجهة للمذابح، تحسبا لشهر رمضان الكريم، قائلا في هذا الصدد "لقد تلقينا تعليمات لتسهيل وتعجيل عمليات المراقبة الميدانية، غير أن هذه الإجراءات لا تعني إغفال النظر على نوعية البضائع الموجهة للسوق، حيث يتم أخذ عينات من السلع بطريقة عشوائية وترسل إلى مخبر باستور لتحليلها والتأكد من نوعيتها..وفي انتظار النتائج، يسمح بإخراج الحاويات من الميناء، على أن لا توزع للتجار قبل وصول نتائج التحاليل، فيما يتم توجيه الثيران إلى الإسطبلات لتبقى هناك فترة زمنية معينة، حتي ترتاح من جهة، وتراقب من طرف البياطرة للتأكد من صحتها، من جهة أخرى".