أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد محمد عبد العزيز أول أمس الجمعة بتيفاريتي في الأراضي الصحراوية المحررة أن "كل الصحراويين يريدون استئناف الكفاح المسلح" غير أن جبهة البوليزاريو "لا زالت تفضل الخيار الدبلوماسي" · وفي أول حديث لوكالة الانباء ألجزائرية (واج) بعد تنصيبه لعهدة جديدة كأمين عام لجبهة البوليزاريو صرح السيد محمد عبد العزيز أن "الأولوية تتمثل في الحل السلمي والمفاوضات إلا أن هذه الأخيرة ينبغي أن تكون محدودة في الزمن" · وقد أدى السيد محمد عبد العزيز اليمين يوم الجمعة بتيفاريتي لدى اختتام المؤتمر ال12 لجبهة البوليزاريو الذي أعاد انتخابه أمينا عاما لحركة التحرير الصحراوية· وحسب الدستور الصحراوي فإن الأمين العام المنتخب من قبل مؤتمر جبهة البوليزاريو يصبح آليا رئيسا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وذلك إلى غاية المؤتمر الموالي· وأضاف السيد محمد عبد العزيز يقول "إن تمسكنا بحقوقنا في الحرية والاستقلال لا يضاهيه سوى استعدادنا للتضحية بكل شيء لبلوغ أهدافنا وذلك من خلال السلم والمفاوضات أو الانتفاضة في الأراضي المحتلة أو الكفاح المسلح" · وردا على سؤال حول ما إذا كانت جبهة البوليزاريو قد حددت تاريخا لاستئناف الكفاح المسلح، أشار الرئيس الصحراوي إلى أن "عدة مندوبين في المؤتمر أكدوا بأن الانتظار لمدة أكثر من سنة دون تسجيل تقدم حقيقي في المفاوضات امر غير مقبول" · واستطرد قائلا "سنستأنف الكفاح المسلح عندما نكون على يقين من أن الأمور لن تتقدم وأن المغرب لا يريد حلا سلميا و ان منظمة الأممالمتحدة قد فشلت في إنجاح مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية" · واضاف السيد محمد عبد العزيز" بعد الجولة المقبلة للمفاوضات المقررة من7 إلى 9 جانفي المقبل بمنهاست قرب نيويورك سنجري تقييما لمسار السلم وسنتخذ حينها القرارات الواجب اتخاذها" ·وأكد السيد محمد عبد العزيز أن الصحراويين "مستعدون لحرب طويلة الأمد غير محصورة زمنيا ولا من حيث عدد المعارك" · وقال في هذا السياق "لدينا تجربة 16 سنة من الكفاح المسلح(1973 - 1989) وسنستغلها" · وفيما يتعلق بجولة المفاوضات المقبلة، أعرب عن "قلة تفاؤله بتغير موقف المغرب بالنظر إلى تجربة الصحراويين مع المغرب وإلى مواقفه المعلنة من قبل مسؤوليه الذين لا يريدون الحديث سوى عن الحكم الذاتي وهو الأمر الذي لا نقبله" · وذكر بأن المغرب "ينتهك الشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة الخاصة بحق الصحراويين في تقرير المصير كما أنه تراجع عن التزاماته السابقة بقبول تنظيم الاستفتاء" · وأضاف قائلا "نطلب من الأممالمتحدة أن تضغط على المغرب لتحمله إلى احترام لوائحها" · واستطرد "كلنا ثقة بأن المغرب سيرغم في يوم ما على احترام الشرعية الدولية في الصحراء الغربية لأن وقت الاستعمار قد ولى في العالم قاطبة" · كما أكد المسؤول الأول لجبهة البوليزاريو أنه "عاجلا أم آجلا سينتزع الشعب الصحراوي حريته"، مضيفا أنه (الشعب الصحراوي ) "عازم على بذل كل الجهود وتقديم كل التضحيات اللازمة لتحقيق ذلك" · ودعا المغرب إلى "مراجعة موقفه لكي يبني معه وبمعية البلدان المجاورة الأخرى مغربا عربيا سلميا ومزدهرا يتحقق فيه رفاه الجميع" · من جهة أخرى، أكد الرئيس الصحراوي أن "الانتفاضة من أجل الاستقلال" التي اندلعت في ماي 2005 بالأراضي الصحراوية التي يحتلها المغرب "ستتعزز"، موضحا أن ذلك سيتم من خلال "كسر الحصار المفروض من قبل السلطات المغربية بالأراضي المحتلة حيث ينبغي أن تتدخل الأممالمتحدة لفرض احترام حقوق الإنسان" · كما أعلن عن قرار جبهة البوليزاريو ب"إعادة اعمار الأراضي المحررة من خلال توفير الشروط الضرورية لإقامة السكان" · وفي هذا الصدد، قام الرئيس الصحراوي بصفة رمزية بوضع الحجر الأول لتشييد مسجد بتيفاريتي (370 كلم شرق العيون العاصمة المحتلة للصحراء الغربية)، حيث يوجد مستشفى صغير·(واج)