لم نتفاجأ للإساءة الإسرائيلية الأخيرة للإسلام والمسيحية، بل تعجبنا للمواقف المفاجئة لهذا السلوك الصهيوني العنصري الذي لا يخرج عن نطاق الاستفزاز والمساس بالمشاعر الدينية. كما أن هذه الإساءة لا يمكنها أن تضاهي حجم الجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني يوميا على الشعب الفلسطيني وعبثه بالمقدسات الدينية في المنطقة سواء أكانت إسلامية أو مسيحية في محاولة لتنفيذ مخططه الهادف إلى تهويد القدس الشريف. ففي الوقت الذي لا يتوانى فيه الكيان الصهيوني مرات عديدة في اتهام الآخر بما يسميه بمعاداة السامية، نجده لا يأبه بالمساس بالمشاعر الدينية للآخرين، مكرسا بذلك مفهوم صراع الديانات الذي كثيرا ما ألصق بالمسلمين، مثلما ألصقت بهم ظاهرة الإرهاب. فأي تطرف أكبر من تطرف آل صهيون الذي لم يكن خافيا على العارفين بمخططاتهم، في حين يصر المتحالفون معهم على رفض الإقرار بالحقيقة الساطعة كالشمس، مفضلين إلقاء اللوم في كل مرة على أصحاب الأرض المغتصبة، ليتحول بذلك الجلاد إلى ضحية! ورغم ذلك مايزال الكيان الصهيوني يحظى بالدعم الكامل من أكبر القوى الدولية، رغم ما كشفه عدوانه الأخير على غزة من أساليب همجية في حق الأبرياء وفي حق الإنسانية،،، فأي تطرف أكبر من هذا...!؟