كشفت مصادر عليمة ل"المساء"، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يتأهب هذه الأيام لتدشين عدد من المشاريع الرياضية الكبيرة والصغيرة التي تم إنجازها أو التي هي في طور الإنجاز بالعاصمة، وعلى رأسها المدرسة الوطنية لكرة القدم، ملعب فرحاني بباب الوادي وملعب براقي. ... وتأتي هذه المشاريع تتويجا للسياسة الناجعة التي ينتهجها رئيس الجمهورية من أجل إنعاش قطاع الرياضة، وهي تؤكد أيضا الاهتمام البالغ الذي يوليه لفئة الشباب، التي تشكو نقصا كبيرا في المرافق الرياضية، وهو النقص الذي أثر بشكل كبير على المستوى العام للرياضة الجزائرية منذ بداية التسعينيات. ورغم التأخر الكبير الذي عرفته هذه المشاريع، إلا أنها تعد من أكبر المشاريع التي تم إنجازها على مستوى الجزائر العاصمة منذ أكثر من 30 عاما، أي بعد مشروع مركب محمد بوضياف الذي دشن عام 1973. جوهرة رياضية بسيدي موسى وتعد المدرسة الوطنية لكرة القدم، من أهم وأكبر المشاريع التي سيتسلمها قطاع الشباب والرياضة، وقد شيدت وفق المقاييس المعمول بها عالميا في بناء مدارس التكوين، حيث تتوفر على كل الشروط الضرورية لإنجاح تربصات المنتخبات الوطنية وتكوين المواهب الشابة، وهو ما جعلها محط إعجاب العديد من المدربين المحليين والعالميين، على غرار الألماني بيتر شنيتغر،، الذي قال أنها "تحفة" ومكسب كبير لكرة القدم الجزائرية، والفرنسي ميشال هيدالغو المشرف على مدرسة ليون الفرنسية، الذي لا يزال يتردد على المدرسة بين الفينة والأخرى من أجل إبرام عقد مع وزارة الشباب والرياضة مستقبلا، يسمح للفرق الصغرى لنادي ليون بإجراء تربصاتها بها. وتتربع المدرسة على مساحة معتبرة قدرها ستة هكتارات ولها أربعة أبواب، باب رئيسي، باب خاص بالموظفين، باب خلفي وباب خاص بالمنتخب الوطني أكابر وراء الجناح الخاص به. وعرفت المدرسة مع مرور الوقت إضافات جديدة، أهمها تشييد جناح خاص بالمنتخب الوطني أكابر ومسبح نصف أولمبي خلف هذا الجناح لم يتم الانطلاق في بنائه بعد، وهي التوسعة التي جاءت بطلب من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بالإضافة إلى ملعبين معشوشبين اصطناعيا خلف مجموعة السكنات الوظيفية، ستتكفل "الفاف" بتمويلهما في إطار مشروع "قول" التابع ل"الفيفا". وتضم المدرسة خمسة أجنحة: الجناح الأول خاص بالإدارة، وهو جناح قديم يعود بناؤه إلى عهد الفترة الاستعمارية، وبالتحديد إلى بداية الأربعينيات من القرن التاسع عشر، حيث تم ترميمه وإعادة هيكلته وتحويله إلى جناح لإدارة المدرسة، ويضم 20 مكتبا وقاعة شرفية ومطعما، بالإضافة إلى غرف لإيواء الضيوف. الجناح البيداغوجي، وهو الجناح الثاني في المدرسة ويضم مكتبة، قاعة محاضرات، ثلاثة أقسام، قاعة أساتذة، قاعة كمال الأجسام ومخزنا للعتاد، بالإضافة إلى مقصف ومطعم كبير. الجناح الثالث، وهو عبارة عن نزل يقيم فيه اللاعبون الشباب، يضم 32 غرفة من سريرين مجهزة بحمامات مريحة وفخمة. الجناح الرابع، ويضم أيضا مطعما، مقصفا، قاعة للعلاج وحمامات السونا، ذات نوعية عالية، بالإضافة إلى مرشات. الجناح الخامس، وهو خاص بالنخبة الوطنية أكابر، ويقع خلف الجناح الرابع بعيدا عن باقي الأجنحة.. ولم يكن هذا الجناح مبرمجا في الأول، بل تم إضافته في المرحلة الثانية من بناء المدرسة، ويتوفر على 20 غرفة بسعة 40 سريرا، مطعم، مقصف، مرشات وحمامات السونا، بالإضافة إلى ملعب معشوشب اصطناعيا. وبالإضافة إلى كل ذلك، تتوفر المدرسة على ملعبين معشوشبين طبيعيا، ميدان لممارسة التنس وميدان للكرة الحديدية. وتجاوزت التكلفة المالية لإنجاز هذا المشروع 35 مليار سنتيم، وهو مبلغ مرشح للارتفاع، حيث لا تزال بعض الأشغال لم تكتمل، على غرار المسبح. المولودية تنتظر الرئيس وبالمقابل، ستتسلم إدارة مولودية الجزائر من يد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مفاتيح ملعب فرحاني، الذي أثار الكثير من الجدل حول أحقية هذا الفريق العتيق بهذا المرفق الهام الذي ستستفيد منه وبدرجة كبيرة الفئات الصغرى، بالنظر إلى أنه لا يمكنه استيعاب سوى ثلاثة آلاف متفرج. وعلى غرار باقي المشاريع الرياضية وغير الرياضية، واجه ملعب فرحاني عدة عراقيل، أهمها طفو مياه البحر إلى السطح، وهو المشكل الذي اضطر المشرفين على إنجازه الى إحداث تغييرات جدرية عليه، أهمها تقليص عدد مقاعده، حيث كان مقررا أن يتسع ل30 ألف متفرج قبل أن يتم التضحية بالمدرجات الرئيسية والثانوية. وكشف الصادق عمروس رئيس مولودية الجزائر ل"المساء"، أنه أعد بطلب من مصالح رئاسة الحكومة، مشروعا تمهيديا لتسيير الملعب، وهو المشروع الذي يضم متحفا كبيرا للفريق سيتم من خلاله تخليد إنجازات هذا الفريق العتيق وما قدمه أبناؤه من تضحيات للجزائر. تجدر الإشارة إلى أن مشروع ملعب فرحاني، كان محل خلاف بين أعضاء المجلس الشعبي الولائي، إذ لم يلق الإجماع بينهم، لكنه اعتمد. وقد اتضح بعد انطلاق المشروع أن الدراسة التقنية لهذا الملعب لم تستجب للمقاييس المعمول بها، فضلا على أنه جاء مجاورا لملعب عمر حمادي. وحسب الأصداء الواردة ل "المساء"، فمن المنتظر أن يقوم رئيس الجمهورية بوضع حجر أساس ملعب براقي الجديد، الذي انطلقت به الأشغال مؤخرا، وهو يعد من أكبر الملاعب التي ستستفيد منها العاصمة، حيث يتسع لحوالي أربعين ألف متفرج، وغيرها من المشاريع الكبيرة التي تدعم بها قطاع الشباب والرياضة.